مجلة العودة

في ذكرى أوسلو!

في الذكرى العشرين لاتفاقية أوسلو، تُفردُ مجلة "العودة" ملفاً خاصاً عن هذه الاتفاقية التي وصفت بأنها "نكبة ثالثة" بعد نكبتي 1948م و1967م.

كيف لا وقد أعطى "الممثل الشرعي والوحيد"، حسب ما يطلق على منظمة التحرير الفلسطينية اعترافاً واضحاً لا لبس فيه بأنّ فلسطين المحتلة عام 1948 بكل تاريخها وهويتها وأرضها هي (دولة إسرائيل)، وأنّ المفاوضات تجري على الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، أي التي احتلت في ستة أيام من عمر حزيران المشؤوم.

عشرونَ عاماً ولا تزال القدس في قبضة الاحتلال، تهوّد وتخنق بالمستوطنات وتعطى الأذونات باقتحامات متكررة للمستوطنين تارة، وللجنود تارة أخرى، مع تغييب لأهلها وأصحابها.

عشرون عاماً وقضية اللاجئين المُهجرين تتواصل، فلا عادوا إلى أرضهم، ولا أُعيدت إليهم ديارهم، ولا حلّت قضيتهم بعدالة، بل غيبت تحت سيناريوات عديدة، وغابت عن الحضور الحقيقي للحل.

واقع اللاجئ في عقدين من زمن أوسلو ازداد في تعقيداته، وصار أكثر قسوة في مشهده العام، مع العديد من محطّات كانت بالغة القسوة، ولا تزال امتدادات هذه الحالة المؤلمة في واقعنا المعيش، ليس ابتداءً في أحوال فلسطينيي العراق، ولا انتهاءً بفلسطينيي سورية في شتاتهم الحالي.

زمنُ أوسلو لم يكشف الغمّة، ولم يُعد الحق إلى أهله؛ فقد بدأ بفاجعة تفاوضية، والبدايات الخاطئة لن تقود إلى نتائج صحيحة وسليمة كما هو معروف.

والاستسلام التفاوضي الذي أريد له أن يكون انتصاراً في ساحة غير المعركة المعروفة، لم يُعدنا إلى حيفا ويافا واللد والرملة، بل كدّس آلافاً في رام الله وغزة وبيت لحم، مع جوازات سفر وسجاد أحمر وأعلام ترفرف على أسوار السفارات في عشرات العواصم دون أن تخفف عن اللاجئ معاناة، أو تعيده إلى وطنه، وكفى بذلك بؤساً عظيماً!!!