مجلة العودة

من صحافتهم: نتنياهو يضع رؤيته: النزاع غير قابل للحل! - عباس إسماعيل

نتنياهو يضع رؤيته: النزاع غير قابل للحل!
 

عباس إسماعيل/ بيروت

حظيت المواقف الأخيرة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي كرر فيها القول بأن الصراع مع الفلسطينيين غير قابل للحل، وأن الخلاف معهم ليس على الأراضي التي وقعت تحت الاحتلال سنة 1967، بل على كل الأرض الفلسطينية التي اغتُصبت منذ عام 1948، باهتمام الصحف العبرية، التي حذر بعضها من خطورة طرح نتنياهو، الذي يعني عملياً سدّ آفاق التسوية، فيما حذّر آخرون من خطورة إقدام نتنياهو على أي تسوية مع الفلسطينيين على أساس العودة إلى خطود 1967.

وكان الكاتب الإسرائيلي في صحيفة هآرتس، «اتغار كرات»، قد نقل عن لسان نتنياهو قوله في معرض تطرقه إلى مفاهيم الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أثناء مرافقته له في زيارته إلى إيطاليا، أن «هذا نزاع غير قابل للحل؛ لأنه ليس على الأرض، فأنت لا يمكنك أن تتخلى عن كيلو متر أكثر فتحله. جذر النزاع يوجد على الاطلاق في مكان آخر. إلى أن يعترف أبو مازن بإسرائيل دولةً يهودية، لن يكون أي سبيل للوصول إلى اتفاق». ثم كرر نتنياهو في الكنيست موقفه: «السبب في أنه يوجد هنا نزاع وأنه متواصل هو الرفض للاعتراف بالدولة القومية للشعب اليهودي في أي حدود كانت».

كلام نتنياهو هذا قابلته صحيفة هآرتس بالرفض، التي أيدت في افتتاحيتها تعليق زعيمة المعارضة الإسرائيلية، تسيبي ليفني، التي رأت أن كلام نتنياهو يحكم على «إسرائيل» بالعيش على حرابها إلى الأبد، ولا يترك مجالاً للمصالحة مع الفلسطينيين ومع العالم العربي.

ورأت هآرتس أن «الاحتمال لحل النزاع يكمن في تسويات عملية لتقسيم البلاد، تؤدي إلى منظومة علاقات جديدة بين الدولتين، إسرائيل وفلسطين. ولكن نتنياهو يتملص من بناء المستقبل، ويفضل التمترس في نقاش عديم المنفعة عن الماضي وعن تغيير الرواية الفلسطينية».

وفيما اتهمت الصحيفة نتنياهو بأنه يريد أن يتناكف مع الفلسطينيين لا أن يتساوم معهم، حذّرت من أنه «لا توجد صيغة أكثر ضمانة من ذلك لتحقق توقعه في أن النزاع غير قابل للحل وتدفع الفلسطينيين نحو انتفاضة ثالثة».

وتعليقاً على الجهود التي يبذلها نتنياهو لإحباط الخطوة الفلسطينية في الأمم المتحدة، رأى المحلل السياسي في هآرتس ألوف بن، أن السبيل الأنجع لجر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للعودة إلى المفاوضات ولاخراج إسرائيل من العزلة الدولية، هو التغيير السياسي من الداخل، وهذا ما يمكن ترجمته بـ«صرف وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان من الحكومة واستبداله بتسيبي لفني. ضم كديما إلى الائتلاف بدلاً من الحزبين اليمينيين المتطرفين إسرائيل بيتنا والبيت اليهودي، سيعطي إشارة للعالم بأن نتنياهو يقصد بجدية تصريحاته المتكررة عن «الدولتين للشعبين». وستبدو إسرائيل محبة للتسوية، وليست رافضة للسلام وطامعة للمستوطنات، وسيتعين على عباس أن يثبت جديته».

ويرى بن، أن نتنياهو يتردد في الإقدام على خطوة كهذه، والسبب يكمن في خوفه من ليبرمان الذي قد يُتوج زعيماً لليمن، الأمر الذي من شأنه أن يسقطه في الانتخابات القادمة.

بدورها رأت ليندا مينوحين، في معاريف، أنه يجب على إسرائيل إزاء الثورات في الشرق الأوسط أن تبحث من جديد عن المبادرة العربية التي أُعيد عرضها في 2007 والتأليف بينها وبين رؤية أوباما لإنشاء حل شامل مع الدول العربية.

وبحسب مينوحين، أمام إسرائيل «فرصة ذهبية يبحث فيها المحور المعتدل من نظم الحكم الملكية عن تنظيم جغرافي سياسي جديد لمواجهة التسونامي في المنطقة الذي لا يتضح إلى أين يقود. التهديد الإيراني هو في واقع الأمر الرابط الذي يجمع بين جميع دول المنطقة، وإن لم يتحدث أحد في ذلك بصوت جهير. هذه الدول المعتدلة مفتوحة للتعاون والاستثمارات الاجنبية، وقادرة على إنشاء ممالك هاي تيك تستطيع إسرائيل أيضاً أن تشارك فيها، وذلك إذا نشأ أفق سياسي لحل الصراع مع الفلسطينيين».

في المقابل، انتقد زلمان شوفال، في صحيفة «إسرائيل اليوم» ما اعتبره «طرح عرض عابث لمبادرات سلام عربية وهمية أو أفكار عبثية في الوقت الذي يوضح فيه أن كل هدف الخطوة الفلسطينية هو الامتناع عن المفاوضات»، ورأى أن هذه الأفكار «تعاني نقصاً تاماً في فهم الواقع السياسي».

وقال شوفال: «لا أحد يستخف بالواقع السياسي العسير الذي نقف أمامه، ولكن طرح عرض عابث لمبادرات سلام عربية وهمية أو أفكار عبثية مثل الاعتراف الآن بالدولة الفلسطينية والشروع فوراً في المفاوضات مع أبو مازن، في الوقت الذي كل هدف الخطوة الفلسطينية هو الامتناع عن المفاوضات، مثلها كمثل لعبة التظاهر. عملياً، هذه أفكار تعاني نقصاً تاماً في فهم الواقع السياسي».