مجلة العودة

لن نطالب بالعودة إلى يافا وعكا وصفد، وتحرير الأسرى ليس مشروطاً باستمرار المفاوضات

 عباس: لن نطالب بالعودة إلى يافا وعكا وصفد، وتحرير الأسرى ليس مشروطاً باستمرار المفاوضات


ذكرت وكالات أنباء أنّ الرئيس محمود عباس صرّح خلال لقاء جمعه بأعضاء من حزب ميرتس برام الله: "أنا أعلم مدى خشيتكم (الإسرائيليين) وأريد أن أوضح جملة من الأمور، أنا أستطيع أن أضمن لكم عشية نهاية ناجحة للمفاوضات التزام إنهاء كل الدعاوى، ولن نطالب بالعودة إلى يافا وعكا وصفد".
وحظيت هذه التصريحات بتغطية مكثفة من القناة الثانية الإسرائيلية خلال نشرتها، حيث وصف مراسل القناة "أوهاد حمو" أبو مازن بالشجاع جداً، وأوضح أنه يقصد بذلك إرسال رسالة طمأنة إلى الإسرائيليين لدفع عجلة المفاوضات العالقة حتى الآن.
ونقل المراسل عن أبو مازن خلال لقائه ستة أعضاء من حزب ميرتس الإسرائيلي المعارض، زاروا مقر المقاطعة، قوله: "أنا آمل أننا لا نضيع الوقت، وأنا لست متفائلاً"، مضيفاً: "الشرق الأوسط يشتعل، وهذه هي الفرصة الوحيدة لنا، نحن نستطيع أن نتوصل إلى اتفاق سلام خلال ستة أشهر".
وركز المراسل على الفترة التي حددها أبو مازن لإنجاز اتفاق سلام، وهي ستة أشهر، واعتبرها مهمة جداً، مشيراً إلى أنّ أبو مازن يبدي تفاؤلاً، وهو يحاول تهدئة الوضع، حسبما ذكر المراسل.
وأشار مراسل القناة إلى أن أبو مازن وجه انتقادات للحكومة الإسرائيلية، قائلاً: "على كلٍّ، أمامنا وقت محدد ما بين ستة إلى تسعة أشهر، أنا أردت أن تجري لقاءات تفاوض يومياً، وأقصاها كل يومين؛ لأنّ وقتنا محدود، لكن إسرائيل رفضت، وأكثر من ذلك أيضاً رفضت تدخلاً أميركياً فاعلاً في المفاوضات".

إلى ذلك، أوضح المراسل أنّ أبو مازن تلقى وعداً من رئيسة حزب ميرتس "زهافا جالون" التي حضرت اللقاء بتأييد كل اتفاق يمكن التوصل إليه بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك على الرغم من وجود الحزب في المعارضة الإسرائيلية، على حد ذكر المراسل.
وأنهت المذيعة المشهورة في القناة الثانية الإسرائيلية "يونيت ليفي" النشرة الاخبارية، قائلة: "لن يكون أمام إسرائيل دعاوى قضائية للمطالبة بعكا ويافا وصفد، حسب ما قاله أبو مازن".
وأوردت صحف عربية أن عباس قال في لقائه وفد الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، برئاسة النائب محمد بركة، رئيس الجبهة، إنّ إطلاق سراح الأسرى ليس مشروطاً باستمرارية المفاوضات، والقرار لا يستثني أحداً من الأسرى في سجون الاحتلال منذ ما قبل عام 1994، وشدد على أن جميع الأسرى سيعودون إلى بيوتهم، أي لن يكون إبعاد، وقال إن إطلاق سراح الأسرى كان مقابل تجميد التوجه للمؤسسات الدولية، إذا أخلّت إسرائيل بإطلاق سراح الأسرى؛ فمنظمة التحرير تملك في هذا السياق ورقة مهمة.
وقال أبو مازن، إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، طلب مشاركة الأميركيين في المفاوضات، من خلال موفد دائم، هو مارتين انديك، ونحن من جهتنا وافقنا، ليس من باب الاعتقاد أنّ انديك سيقف إلى جانبنا، بل ليكون شاهداً ثالثاً على المسار التفاوضي. وكشف أبو مازن عن أن إسرائيل هي التي تبدي تحفظاً من وجود انديك في المفاوضات.
وأكد عباس أنّ الحل الذي نطرحه هو حدود عام 1967، مع جيوب ضئيلة، لنبادل أراضي متساوية من حيث المساحة والقيمة، لكن لا مكان على الإطلاق لما يسمى "تبادلاً سكانياً" في أي معادلة كانت.
وأكد عباس أنّ منظمة التحرير الفلسطينية، رغم علمها بصعوبة التوصل إلى اتفاق في ظل سياسة حكومة نتنياهو، إلا أنها جدية في الجهود للتوصل إلى حل شامل. وقال إنه لو أرادت حكومة إسرائيل التوصل إلى حل يشمل جميع قضايا الحل الدائم بالاستناد إلى الشرعية الدولية، من خلال الاستناد إلى المفاوضات التي جرت مع الحكومات السابقة، فستجد أغلبية غير مسبوقة حتى في الكنيست الحالي، ولهذا فإن نتنياهو لا يستطيع التذرع بمصاعب متعلقة بالوضع السياسي أو بمصاعب الائتلاف. وقال عباس إن التطورات في المنطقة يجب أن تزيد من جاهزية الجانبين، من أجل التوصل إلى اتفاق من خلال العملية التفاوضية؛ لأنّ اتفاقاً إسرائيلياً فلسطينياً سيكون عاملاً أساسياً في استقرار المنطقة. وقال الرئيس عباس إنه يحترم معارضة فصائل في منظمة التحرير الفلسطينية للذهاب إلى مفاوضات، وأضاف أنّ من الضروري التأكيد أننا نفاوض دون أن نفرّط بأيٍّ من ثوابتنا، وفي أسوأ الأحوال إذا لم نتوصل إلى شيء، فإننا لن نخسر شيئاً، وأنا أتحمل المسؤولية الكاملة، وإذا حققنا اتفاقاً، فسيكون ذلك في مصلحة شعبنا ومرهوناً بموافقة الشعب على الاتفاق في استفتاء عام.
وشدد عباس على رفض منظمة التحرير للاعتراف بما يسمى "يهودية إسرائيل"، وقال: لن نوافق على شرط يتعلق بالإقرار بيهودية إسرائيل، وإذا أرادت إسرائيل أن تغير اسمها، فلتذهب إلى الأمم المتحدة. أما نحن، فقد وقّعنا الاعتراف المتبادل عام 94 بين المنظمة ودولة إسرائيل، ولن نعترف بتعريف إيديولوجي لإسرائيل، كذلك لم يطرح هذا الشرط لتوقيع اتفاقيتي السلام مع مصر والأردن، فلا مكان لطرحه في التفاوض معنا.