مجلة العودة

استهجان شعبي من توزيع خرائط تُظهر اسم دولة الاحتلال

استهجان شعبي من توزيع خرائط تُظهر اسم دولة الاحتلال


العودة - عمان

وزعت وزارة التربية والتعليم على بعض طلبة المدارس الابتدائية كراسات موّلها برنامج المساعدات الأميركية 'USAID'،http://www.alawda-mag.net/assets/issue63/p28.gif تحتوي على خرائط حذفت منها كلمتا الأردن وفلسطين وثبتت اسم دولة الاحتلال الصهيوني.في الوقت ذاته، عبّرت المؤسسات التربوية والتعليمية في الأردن عن رفضها قيام وزارة التربية والتعليم بتوزيع تلك الكراسات التي يرفضها الأردنيون.
ورأت النقابات المهنية الأردنية أن توزيع الكراسات استخفاف بعقول الطلبة وتكريس لمفاهيم جديدة عُدَّت تنازلاً عن خريطة فلسطين التاريخية، مشيرة إلى أن محاولة استخدام قطاع التربية والتعليم لإمرار هذه المفاهيم الخطيرة والمدمرة أمر خطير جداً، وقد سبق أن نبهت النقابات له حين أُشرك عدد من الطلبة في مؤتمرات لدى الكيان الصهيوني، ومثل هذه الخطوات مدانة، ليس فقط من النقابات المهنية، بل من كل الأردنيين.
وطالبت مؤسسات المجتمع المدني المعنية بمناهج التعليم وزارة التربية والتعليم بسحب هذه الكراسات مباشرة ومحاسبة كل الذين أسهموا في توزيعها على الطلبة.
واستنكرت ”جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية" توزيع وزارة التربية والتعليم كراريس على طلبة المدارس الابتدائية والإعدادية، تظهر كلمة ”إسرائيل" فوق خريطة فلسطين، كما تظهر خريطة تتضمن أسماء المدن الأردنية من دون أي ذكر للأردن.
وقالت الجمعية إن ”وزارة التربية والتعليم الأردنية كراسين على طلبة المدارس الابتدائية والإعدادية يظهران كلمة إسرائيل" فوق خريطة فلسطين. ويظهر في كراسين يفترض أنهما يتعلقان بالتوعية الصحية رسمٌ لقاعة صف مدرسي يشير فيه الأستاذ من بعيد إلى خريطة يتوسطها الأردن وحوله ”إسرائيل" من الغرب، و”العربية والسعودية" والعراق من الشرق، وسوريا ولبنان من الشمال... وتقع ”الضفة الغربية" بين ”إسرائيل" في الغرب وبعض المدن الأردنية مثل إربد والزرقاء وعمان في الشرق، من دون أن يرد ذكر الأردن على الخريطة المذكورة! فالشطب هنا يلحق الأردن وفلسطين، ومن يعترف بالكيان الصهيوني يشطب الأردن وفلسطين.
يشار إلى أن الكراسين المذكورين وُزِّعا مع ثمانية كراريس أخرى على الأطفال، بما يصل مجموعه إلى عشرة كراريس، إلا أن الثمانية الأخرى تحمل ختم مؤسسة USAID، أي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ولا توجد فيها صورة خريطة ”إسرائيل" من دون الأردن أو فلسطين أسوة بالكراسين اللذين لا يحملان اسمها... ما يوحي أن المشروع بأكمله موّلته الـUSAID.
فيما حمّلت مؤسسات المجتمع المدني الرافضة للتطبيع وزير التربية والتعليم الأردني الدكتور وجيه عويس المسؤولية الكاملة عن هذا العبث التطبيعي بعقول أطفال المدارس الأردنية، وعن الإيحاء لأطفال المدارس أن هناك ”إسرائيل" تقابلها ”الضفة الغربية" ومجموعة من المدن الأردنية، بلا أردن ولا فلسطين، إضافة إلى مسؤولية الجهات الرسمية التي شاركت في طباعة هذه الكراريس أو أشرفت عليها.
ورأت المؤسسات التربوية أن طباعة تلك الكتب هي نتاج معاهدة وادي عربة، وسائر الاتفاقيات، مثل أوسلو وكامب ديفيد، مشيرة إلى أن الاعتراف بالكيان الصهيوني على الأرض العربية الفلسطينية المحتلة عام 48 هو نهج كل الداعين إلى دولة فلسطينية في حدود الأراضي المحتلة عام 67، وكل من نسوا أن فلسطين عربية من البحر إلى النهر، وكل من تناسوا أن نهج ”السلام لن يخفف من أطماع العدو الصهيوني ومشاريعه لتفكيك المحيط العربي من حوله". فيما أعلنت نقابة المعلمين الأردنيين أن توزيع مثل هذه الكراريس، تجاوز خطير في العملية التربوية التي ترفض المساس بالثوابت العربية والإسلامية.
الجدير بالذكر أن وكالة الغوث ”الأونروا" كانت قد وزعت أخيراً، خريطة غير حقيقية تعتمد على تزوير الجغرافيا والتاريخ لفلسطين خدمة للكيان الصهيوني، كذلك عمّمت الأونروا خريطة فلسطين المزيفة على مدارس الوكالة.
ونشرت الأونروا أيضاً خريطة تشير إلى الكيان الصهيوني وهو يحيط بقطاع غزة، فيما عُدَّ توزيع خريطة غير حقيقية لفلسطين على المدارس التابعة لها وعلى وسائل الإعلام خطوة لطمس الهوية الفلسطينية وتضييع أرض فلسطين التاريخية من عقول الأجيال الفلسطينية والعربية وذاكرتها.