مجلة العودة

"المعارضة في الفكر السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)

"المعارضة في الفكر السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)


أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت كتاباً جديداً بعنوان "المعارضة في الفكر السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) 1994-2006"، للباحث وائل عبد الحميد المبحوح.
يسلّط الكتاب الضوء على تصور حركة حماس لمفهوم المعارضة قبل فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، ويناقش إدارتها لعلاقاتها مع شركائها في الوطن، سواء أكانوا من المخالفين لها في الفكر والمنهج، أم من المتوافقين معها، حيث يعرض أفكار حماس ومواقفها من السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها، ومن منظمة التحرير الفلسطينية، ومن الحركات الوطنية والإسلامية العاملة في فلسطين، ويحلّل هذه المواقف مركّزاً على فترة ما بعد اتفاقية أوسلو (1994-2006).
ويشرح فهم الحركة للمشاركة السياسية والانتخابات والمقاومة وكيفية تعاملها مع القضايا الفلسطينية الداخلية من جهة، ومع الصراع مع الاحتلال من جهة أخرى، في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية والمحلية في تلك الفترة.
وفي حديثه عن الجذور السياسية للمعارضة لدى حماس في فترة الانتفاضة الأولى (1987-1993)، يشير الكتاب إلى أن العلاقة التنافسية مع منظمة التحرير وفصائلها ظهرت منذ اللحظة الأولى لنشأة الحركة وبداية مشاركتها في الحياة السياسية الفلسطينية، حيث كان ظهور الحركة جماهيرياً على حساب المنظمة وفصائلها، ما انعكس بالتالي على طبيعة سير العلاقة بين الطرفين خلال السنوات القليلة التي تلت انطلاقة حماس.
وعن موقف الحركة من عملية التسوية، يرى الكتاب أن هذا الموقف مرّ بتطورات وانتقالات متعددة، بدءاً بالمعارضة المستندة إلى موقف مبدئي عام، باعتبار المشاريع المطروحة للتسوية تتضمن تنازلات تتناقض مع رؤية الحركة على المدى المرحلي والاستراتيجي، لتتحول بعد ذلك إلى القبول بالحل المرحلي ومبدأ إعلان الهدنة من دون المساس بثابت عدم الاعتراف بـ"إسرائيل".
ويخلص الكتاب إلى القول إن هناك العديد من المتغيرات السياسية الداخلية والخارجية التي صاغت من جديد رؤية حماس تجاه العديد من القضايا السياسية، وعلى رأسها المشاركة في العملية السياسية ودخول الانتخابات التشريعية.♦الحركة الطلابية الإسلامية في فلسطينأصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت كتاباً جديداً يسلّط الضوء على تجربة الحركة الطلابية الإسلامية في فلسطين، من خلال التركيز على نموذج الكتلية الإسلامية، باعتبارها كبرى هذه الحركات وأقدمها وأكثرها فاعلية وانتشاراً في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وجاء الكتاب، الواقع في 165 صفحة من القطع المتوسط، بعنوان "الحركة الطلابية الإسلامية في فلسطين: الكتلة الإسلامية نموذجاً"، من تأليف الباحثة دلال باجس. وهو يبدأ بنبذة تاريخية عن الحركات الطلابية الإسلامية في العالم العربي والضفة الغربية وقطاع غزة، ثم ينتقل ليعرّف بالكتلة الإسلامية، ويتناول ولادتها ومراحل تطورها وانتشارها، وسمات كل مرحلة من المراحل التي مرّت بها، مشيراً إلى أن الكتلة بدأت نشاطها تحت هذا المسمى سنة 1978/1979، أي بعد افتتاح أول جامعة فلسطينية، وهي جامعة بيرزيت، بست سنوات تقريباً، ثم ما لبثت أن تصدّرت مجالس الطلبة في معظم الجامعات والمعاهد الفلسطينية منذ مطلع التسعينيات.
كما يتطرق الكتاب إلى أوجه التنمية الطلابية عند الكتلة الإسلامية من النواحي السياسية والروحية والثقافية والاجتماعية، والتثقيف الأمني لأبنائها في السجون الإسرائيلية، ويتحدث عن علاقة الكتلة بالحركة الإسلامية الأم (أي حركة حماس)، وعلاقتها بإدارات الجامعات، والكتل الطلابية الأخرى، وعلاقتها بقاعدتها وبالمؤسسات الحكومية في فترات زمنية مختلفة.
ولا يغفل الكتاب عن تقديم نظرة نقدية لقضايا حساسة تمس جوهر الكتلة الإسلامية، كخطابها ورؤيتها لمفهوم الشورى، وأولويات نشاطاتها بين العمل السياسي والنقابي والاجتماعي، ونظرتها إلى الفتاة ودورها الريادي، طارحاً تساؤلاً حول مدى تحقيق الكتلة لأهدافها المرسومة سلفاً.
وهو يدرس كذلك كيفية صياغة الهوية الجماعية لدى أبناء الكتلة، وانعكاس ذلك على الحرمان النسبي الذي يعانون منه بشكل عام، وتعاني منه الطالبات داخل الكتلة بشكل خاص.
وتنبع أهمية هذا الكتاب من معالجته لموضوع يعاني من نقص الدراسات حوله، على الرغم من أهميته؛ لكون الحركة الطلابية الإسلامية مثّلت جذور حركة حماس في فلسطين، كما أنها تمثّل الفئة العمرية الشبابية التي تتبنى سياسات الحركة وتدافع عنها وتنشرها، بوصفها الشريحة الأكثر نشاطاً في الساحة الفلسطينية على مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية.