مجلة العودة

صدور النسخة الانكليزية من كتاب "الجدار العازل في الضفة الغربية"

 صدور النسخة الانكليزية من كتاب "الجدار العازل في الضفة الغربية"
 
 

أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت النسخة الانكليزية من كتاب "الجدار العازل في الضفة الغربية"، هو الثامن ضمن سلسلة "أولست إنساناً" التي يسعى المركز من خلالها إلى تقديم صورة متكاملة عن المعاناة التي يتسبب بها الاحتلال الإسرائيلي للشعب الفلسطيني، بأسلوب يخاطب العقل والقلب وفي إطارٍ علميٍّ ومنهجيٍّ موثق.

 ويحاول الكتاب، الواقع في 118 صفحة من القطع المتوسط، تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني الناشئة عن بناء "إسرائيل" جدارها العازل في الضفة الغربية، بمختلف أبعادها: الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية، وغيرها.

  ويستعرض تطور فكرة بناء الجدار في العقلية الإسرائيلية، ثم يقدّم تعريفاً بالجدار العازل الذي شرعت "إسرائيل" ببنائه منتصف سنة 2002، موضحاً أهداف بناء الجدار ومراحله ومساره ومكوناته. كما يتناول موقف القانون الدولي من بناء الجدار، مستعرضاً في هذا السياق الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، والذي يرى في إقامة الجدار انتهاكاً للمواثيق والاتفاقيات الدولية، ويدعو المجتمع الدولي للقيام بمسؤوليته في إلزام "إسرائيل" بها. ويتطرق لموقف المحكمة العليا الإسرائيلية المتحيز لبناء الجدار، والأساليب التي اتخذها المواطنون الفلسطينيون لمواجهته.

ويفنّد الكتاب ادعاء "إسرائيل" بأن الدافع لبناء الجدار هو دافع "أمني"، موضحاً ارتباط مسار الجدار بحسابات السياسة، والاستيطان، والاستئثار بالأراضي الزراعية ومصادر المياه؛ ويشرح في المقابل الأضرار الناجمة عن بناء الجدار، من أضرار مباشرة كمصادرات الأراضي وهدم المنازل، وأخرى ناشئة عن عزل التجمعات السكانية على جانبي الجدار، ومنع حرية الحركة والتنقل، مما ينعكس بأشكال من المعاناة كالتهجير الداخلي، وتشتيت شمل الأسر، ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، والعمال إلى أماكن عملهم، والطلاب والمدرسين والمرضى... كما يورد أرقاماً وإحصائيات لتلك الأضرار.

ويتناول تجربة قرية بلعين في مقاومة الجدار والأساليب الإبداعية التي تميزت بها؛ مما جعلها حقل تجارب لأسلحة قوات الاحتلال، والإنجاز الذي حققته بقرار المحكمة العليا الإسرائيلية بتغيير مسار الجدار عن محيط القرية.
 
أثر المتغيرات في سورية على فلسطينيي سورية وتوجهاتهم السياسية
 
 

يُعَدّ كتاب "أثر المتغيرات في سورية على فلسطينيي سورية وكياناتهم السياسية"، لمؤلفه ماجد كيالي، استجابة سريعة للقلق المتزايد، الذي أخذ يحيط بوضع الفلسطينيين الذين يعيشون في سورية، منذ عام 1948، وخاصة بعد المواجهات العنيفة التي اجتاحت بعض المخيمات، ومن ثم ترك عشرات الآلاف منهم لبيوتهم في مرحلة جديدة من اللجوء والترحال.

يبدأ كيالي مناقشة موقف الفلسطينيين من الثورة السورية، ليجد أنها مواقف بدأت بشكل "مضطرب"، وتوزعت على أربعة نماذج: "متحفظ" (من قبل قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية)، موقف حركة حماس التي تفهمت ثورات الربيع العربي وأهدافها (الأمر الذي اضطرها إلى مغادرة سورية)، موقف بعض المنظمات اليسارية (وهو غير واضح، ومتأرجح بين تأييد الإصلاح في سورية، وبين إشادته بمواقف النظام المؤيدة للقضايا القومية والمقاومة - مع العلم أن هذه المواقف انتهت إلى ردود فعل متناقضة راوحت بين تأييد الثورة بشكل كامل. وتأييد النظام بصورة مطلقة، واعتبار ما يجري مؤامرة خارجية). وأما الموقف الرابع، فهو لبعض الفصائل المعارضة المحسوبة على سورية. وبحكم "غياب" أي دور نضالي لها في مواجهة إسرائيل، اتخذت "موقفاً معادياً للثورة السورية"، ومتماهياً مع خطاب النظام نفسه.

ويجد كيالي، أن هناك عاملين أساسيين، أديا إلى دخول الفلسطينيين على خط الثورة: الأول دفع النظام إلى إدخال مجموعة من المنظمات الفلسطينية الموالية له، في معمعة الصراع. أما العامل الثاني، فيعود إلى المزاج الفلسطيني العام، المنحاز إلى "الوطنية الفلسطينية"، التي يعتقد عدد كبير من الفلسطينيين، أن النظام في سورية "استهدفها"، وذلك بالإضافة إلى تهميش الدور السياسي النضالي لفلسطينيي سورية.

ويشدد المؤلف على أنه ليس ثمة سيناريو غير متوقع في سورية. فكل الاحتمالات قائمة، وكلها يتمتع بقدر من الاحتمالية والواقعية، الأمر الذي سيجد فيه الفلسطينيون أنفسهم في دوامة، لا يمكنهم إدارة الظهر لها أو النأي بأنفسهم عنها.

ويختم كيالي كتابه بالتأكيد أنّ الثورة السورية، تؤذن بفتح أفق جديد في سورية، وفي عموم المنطقة، مؤكداً أنه لابد أن ذلك سيؤثر على الفلسطينيين وعلى قضيتهم الوطنية. ويشير إلى أن الفلسطينيين السوريين شعروا بالمصير المشترك بينهم وبين السوريين، وأن قضية الحرية لا تتجزأ؛ فالضحايا لا يستطيعون إلا أن يتعاطفوا مع الضحايا.