مجلة العودة

كتاب جديد لمركز الزيتونة بعنوان: أزمة المشروع الوطني الفلسطيني والآفاق المحتملة

كتاب جديد لمركز الزيتونة بعنوان:
 أزمة المشروع الوطني الفلسطيني والآفاق المحتملة

أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، كتاباً جديداً يسلّط الضوء على أزمة المشروع الوطني الفلسطيني والآفاق المحتملة. ويحاول الكتاب، الذي أسهم في إعداده عشرة خبراء ومتخصصين، أن يبحث عن مكامن الخلل في المشروع الوطني، وجوانب التأثير العربي والإسلامي والإسرائيلي والدولي (خصوصاً الأميركي) في هذه الأزمة، وعن سُبُل الخروج منها.

ويبيّن الكتاب أن الدول العربية ـ وخصوصاً دول الطوق ـ تتحمل مسؤولية تاريخية تجاه المشروع الوطني الفلسطيني، بسبب تضييقها على العمل المقاوم، أو منعها له وللنشاط السياسي والشعبي الفلسطيني، وعدم قدرة الشعب الفلسطيني على تنظيم نفسه بحريّة في تلك الدول، وتعطيل عقد الانتخابات أو المجالس الوطنية الفلسطينية، وعدم السماح بذلك أو بعضه إلا بأثمان سياسية باهظة.

  ويشير إلى أنّ حركة فتح ترى أنّ هناك مسالك يجب أن تسلك أمام أزمة المشروع الوطني الفلسطيني، على رأسها المصالحة الفلسطينية، فيما تؤكد حركة حماس أن الأولويات أمام هذه  الأزمة هي:

الاتفاق على تعريف المشروع الوطني الفلسطيني وتحديده، ترتيب البيت الفلسطيني وتوحيد القيادة، إطلاق مشروع مقاومة شامل في مواجهة الاحتلال، تقويم تجربة التفاوض، استعادة الدور العربي والإسلامي، استعادة الدعم الدولي للقضية الفلسطينية.

في المقابل، ترى الجبهة الشعبية أنّ المعالجة تكون بعدة أمور، منها عقد مؤتمر وطني شامل، إنهاء الانقسام، إعادة الاعتبار إلى منظمة التحرير، واعتماد المقاومة خياراً استراتيجياً.

ويعرض الكتاب قراءة نقدية تاريخية لأزمة المشروع الوطني الفلسطيني. ثم يشير إلى أنّ منظمة التحرير الفلسطيني تُعَدّ إنجازاً وطنياً، غير أنها تعاني خمس إشكاليات أساسية تنتقص من مكانتها في تمثيل الشعب الفلسطيني، وتعوق قدرتها على العمل والإنجاز، هي: إشكالية التمثيل، إشكالية المؤسسات والعمل المؤسسي، إشكالية صناعة القرار وآلياته، إشكالية تضاؤل الدور والتأثير، وإشكالية الرؤية والمسار والمرجعية.

ويرى الكتاب أن الاتفاقات السياسية التي بُنيت على أوسلو أسهمت في تحويل السلطة الفلسطينية من مشروع دولة إلى كيان وظيفي.
ويشير إلى أنّ القضية الفلسطينية قبل الثورات العربيّة هي غيرها بعد الثورات؛ ذلك أنّ الوظيفة السياسيّة لإدارة الصراع مع "إسرائيل" كانت جزءاً من تعزيز الوضع العربيّ القائم، فضلاً عن استخدام المحنة الفلسطينية للغرض ذاته. ويعرض للتحولات الفلسطينية بعد الربيع العربي، وتأثير الثورات العربية على المصالحة الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني.
ويناقش الكتاب التأثير الإسرائيلي على صناعة القرار الفلسطيني وإمكانات تحييده، حيث إن القرار السياسي الفلسطيني كان دائماً ملزماً بالاستجابة لتحدي المشروع الصهيوني القائم على إلغاء الآخر، من خلال قرارات سياسية فلسطينية معاكسة، هدفها منع هذا المشروع الاستئصالي من تحقيق أهدافه، أو استعادة كلية أو جزئية لما كان قد احتله من أرض الفلسطينيين وما سلبه من حقوقهم. 
ويتحدث الكتاب عن الدور الخارجي، وخصوصاً الأميركي، في أزمة المشروع الوطني، ويشير إلى أن الولايات المتحدة عملت منذ مؤتمر مدريد سنة 1991، ثمّ اتفاق أوسلو سنة 1993، على رعاية المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، وإمدادها بالدعم اللازم لاستمراريتها، حيث برز دور التأثير الأميركي على الصعيدين الدولي والداخلي. غير أنها كانت طرفاً منحازاً إلى "إسرائيل" وطرفاً مسهماً في تعميق أزمة المشروع الوطني الفلسطيني.
وجاء الكتاب الواقع في 168 صفحة من القطع المتوسط، بعنوان "أزمة المشروع الوطني الفلسطيني والآفاق المحتملة". وهو في أصله حلقة نقاش نظّمها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في 27/6/2012، ويُعَدّ إضافة مهمة للنقاش الدائر حول إنهاء الانقسام وإعادة بناء المشروع الوطني وترتيب البيت الفلسطيني.♦

معلومات النشر:
- العنوان: أزمة المشروع الوطني الفلسطيني والآفاق المحتملة
- تحرير: د. محسن محمد صالح
- الناشر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات - بيروت
- تاريخ الصدور: الطبعة الأولى، آذار/ مارس 2013
- عدد الصفحات: 168 صفحة
- السعر: 5$