مجلة العودة

في أولى فعاليات الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين خلال عام 2012

في أولى فعاليات الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين خلال عام 2012
مؤتمر "العودة الأول": حق العودة شرعي ثابت لا يسقط بالتقادم


أحمد سعد الدين - عمان

 

عبيدات: حق العودة مرتبط بالهُوية الفلسطينية ولا يخضع للتفاوض

 

منصور: على الدول العربية إحكام مقاطعة العدو الصهيوني حتى تتوافر عوامل النصر والتحرير

 

كاظم عايش: الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين حريصة على إبقاء قضية اللاجئين حيّة في المشهد السياسي.

 

د. محسن صالح: حالة التغيير التي تشهدها الساحة العربية تشكّل فرصة لمراجعة الملف الفلسطيني ودعمه وتقويته

 

نظمت الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين خلال عام 2012 المؤتمر الأول للعودة واللاجئين، الذي يُعَدّ من أهم الفعاليات التي تتناول ملف عودة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، وتأثير التغيّرات الإقليمية في ظل الربيع العربي.

 

المؤتمر الذي نظمته الجمعية وشهد مشاركة من الفعاليات الوطنية والشعبية، طالب بحشد جميع الطاقات وإمكانات الأمة لدعم حق الشعب الفلسطيني في المقاومة واستخدام كافة الوسائل المشروعة من أجل تحرير أرض فلسطين وعودة اللاجئين.

 

وطالب المشاركون خلال المؤتمر بالعمل على دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه والتصدي لكل المخططات والممارسات الصهيونية التي تستهدف تهجيرهم، إضافة إلى محاربة فكرة الوطن البديل والتصدي للمشاريع الصهيونية التي تستهدف الدولة الأردنية.

 

وأكد رئيس الوزراء الأسبق، أحمد عبيدات، في افتتاح المؤتمر أن حق العودة هو حق شرعي لكل فلسطيني، موضحاً أنّ هذا الحق مرتبط بتمسك الشعب الفلسطيني بهويته التي فقدها، وإن حق العودة لا يسقط أبداً بالتقادم وبشهادة المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

 

وقال رئيس الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين كاظم عايش: "إن الجمعية تسعى إلى ربط الإنسان الفلسطيني بحقه ووطنه الذي أُخرج منه قسراً في جريمة مكتملة الأركان، ونسعى كذلك إلى ربط الأجيال كي لا تنسى، وإعدادها بكل الوسائل المتاحة كي تصبح مؤهلة لاسترداد حقها، من طريق تسليحها بالعزيمة والعلم والمنطق".

 

وأكد عايش أن الجمعية حريصة على إبقاء قضية اللاجئين حيّة في المشهد السياسي، ومتجذرة في الوجدان والثقافة العربية والإسلامية.

 

ولفت إلى أهمية حشد الطاقات والإمكانات للدفاع عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأراضيهم التي هُجّروا منها بفعل العدوان الصهيوني عام 1948، باعتباره حقاً مقدساً غير قابل للتفريط.

 

وأكد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور، في كلمة ألقاها، مشروعية حق العودة للاجئين وأهمية دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وتوفير متطلبات العيش الكريم للاجئين، إضافة إلى إحكام مقاطعة العدو الصهيوني حتى تتوافر عوامل النصر والتحرير والعودة.

 

وكان المشاركون الذين مثلوا عدداً من الهيئات والمؤسسات ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية، قد ناقشوا على مدى يوم واحد العديد من المحاور المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين والربيع العربي وحق العودة ورفض الوطن البديل.

 

وعقدت الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين "مؤتمر العودة الأول" لتأكيد التمسك بعودة اللاجئين إلى ديارهم وأراضيهم، ورفض مشاريع التوطين والوطن البديل.

 

ويُعَدّ مؤتمر العودة الأول من باكورة أعمال الجمعية في هذا المضمار، منذ تأسيسها قبل أشهر قليلة من هذا العام، بحيث تتبعه سلسلة من النشاطات التي تتناول قضية اللاجئين الفلسطينيين من جميع الجوانب الثقافية والاجتماعية.

 

وتضمنت أعمال المؤتمر الذي أقيم ليوم واحد، كلمات افتتاحية لرئيس الجمعية وراعي الحفل ومؤسسات المجتمع المدني، والشخصيات الوطنية، إضافة إلى مراكز العودة والنقابات المهنية، ومخيمات اللاجئين.

 

وطُرحت في أعمال المؤتمر أوراق عمل تناولت عناوين: "اللاجئون الفلسطينيون والربيع العربي"، و"حق العودة ورفض الوطن البديل"، و"الأونروا في الميزان".

 

وتحدث رئيس مركز الزيتونة للدراسات الدكتور محسن صالح خلال مشاركته في أعمال المؤتمر عن انعكاسات الثورات العربية على القضية الفلسطينية، وتأثيراتها المحتملة على جوهر المعادلة الصهيونية، وعلى الوضع الفلسطيني.

 

وبيّن صالح أن حالة التغيير التي تشهدها الساحة العربية تشكل فرصة لمراجعة الملف الفلسطيني ودعمه وتقويته، مشدداً على ضرورة بلورة خطاب يؤكد دور الأمة في الصراع مع المشروع الصهيوني، واعتبار أن مواجهة هذا المشروع هي جزء لا يتجزأ من إنجاز الثورات والتغيير.

 

وقال نوفل، خلال ورقة عمل "اللاجئون الفلسطينيون والربيع العربي"، إن على حركة "فتح" أن تحاسب مسؤولها (رئيس السلطة محمود عباس) بسبب خيانته للقضية الفلسطينية وقضية اللاجئين. {مَن هو نوفل هذا يا شباب؟؟؟؟؟} هل هو الدكتور أحمد نوفل؟؟؟

 

ورألا نوفل أن "المتضرر بنحو مباشر من موقف رئيس السلطة محمود عباس في ما يتعلق بحق العودة هو الأردن"، مشيراً إلى أنّ "في موقف عباس إشارة إلى توطين اللاجئين في أماكن وجودهم، بل إن القيادة الفلسطينية الحالية تعمل بطريقة غير مباشرة لتحقيق التوطين"، على حد تعبيره.

 

واشتمل المؤتمر على عرض فيلم وثائقي تناول معاناة اللاجئين الفلسطينيين وتهجيرهم من ديارهم تحت وطأة العصابات الصهيونية.

 

توصيات مؤتمر العـودة الأول في عمّان

 

في ختام مؤتمر العودة الأول الذي أقامته الجمعية الأردنية للعودة واللاجئين "عائدون" في عمان، برعاية أحمد عبيدات رئيس اللجنة الوطنية للإصلاح في الأردن، وبمشاركة واسعة من مكونات الشعب الأردني ومؤسسات المجتمع المدني، والنقابات، والأحزاب، والجمعيات والعشائر، والمخيمات، وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين، والشخصيات الوطنية المستقلة، ومؤسسات تدافع عن حق العودة، اجتمعت لتأكيد حتمية عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وممتلكاتهم، مثبتين استحالة نجاح مؤامرة الوطن البديل؛ وقد خرج المشاركون بالتوصيات الآتية:

 

1. القيام بكل جهد يُسهم في عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم كحق شرعي ثابت لا يسقط بالتقادم، وغير قابل للتصرف، تكفله الأديان والمواثيق الدولية، ولا يملك أحد الحق في التنازل عنه أو المساومة عليه أو الانتقاص منه.

 

2. محاربة فكرة الوطن البديل والتصدي للمشاريع الصهيونية التي تستهدف هوية الدولة الأردنية لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.

 

3. العمل على دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه والتصدي لكل المخططات والممارسات الصهيونية التي تؤدي إلى المزيد من تهجير الفلسطينيين، من إبعاد واستيطان واعتداء على الأرض والسكان وجدار الفصل العنصري وحواجز أمنية وتبادل سكاني وهدم المنازل... وغيرها.

 

4. حشد طاقات الأمة وإمكاناتها لدعم الشعب الفلسطيني في حقه في المقاومة والجهاد واستخدام كل الوسائل المتاحة لتحرير أرضه وعودة لاجئيه، فتحرير فلسطين وعودة اللاجئين واجب على جميع الشعوب العربية والإسلامية، ولا يخص الفلسطينيين وحدهم.

 

5. العمل على إسقاط المعاهدات التي وُقِّعَت بين الدول العربية والكيان الصهيوني التي رسخت تخلي هذه الأنظمة عن اللاجئين وحقهم في العودة، وإن الواقع العربي الجديد بعد الثورات العربية يجب أن يتجاوز هذه المعاهدات المجحفة.

 

6. رفض جميع المشروعات السياسية التي تؤدي إلى الانتقاص من عودة اللاجئين.

 

7. رفض كافة المشاريع الصهيونية في تهويد القدس وانتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومطالبة الحكومات العربية، ومنها الحكومة الأردنية، بأن تقوم بدورها تجاه القدس والمقدسات.

 

8. استثمار أجواء ثورات الربيع العربي في زيادة الوعي بقضية اللاجئين الفلسطينيين بين الشباب العربي وتعميقها في نفوسهم ليُسهموا عملياً في عودة اللاجئين باعتبارها واجباً قومياً.

 

9. دعوة كافة القوى الفلسطينية والعربية والإسلامية إلى تبني أسلوب المقاومة والجهاد لتحرير الأرض الفلسطينية كضرورة حتمية للعودة والتحرير.

 

10. تشجيع القوى الفلسطينية على التوحد على مشروع المقاومة والعودة والتحرير ونبذ الخلافات الثانوية، تحقيقاً للمصالح العليا للشعب الفلسطيني.

 

11. التشديد على أن حصول اللاجئ الفلسطيني على حقوقه الإنسانية والمدنية بعيداً عن شبهة التوطين لا يتناقض مع حقه الأكيد في العودة إلى وطنه.

 

12. الضغط على الأمم المتحدة بكل الوسائل الشعبية والرسمية لتتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني والمحافظة على دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" كشاهد حيّ على مأساة اللجوء والتشريد، بل وضرورة زيادة هذا الدعم.

 

13. مطالبة الأونروا بالحفاظ على خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين وتحسين هذه الخدمات، وتسجيل جميع اللاجئين الفلسطينيين في سجلاتها، من غير المسجلين.

 

14. التشديد على الحكومة الأردنية للقيام بواجبها تجاه حقوق اللاجئين في عودتهم إلى أرضهم واستعادة ممتلكاتهم، وإن التمسك بهذا الحق لا يتناقض مع المواطنة الأردنية.

 

15. العمل على زيادة وتطوير المؤسسات والنشاطات والمشاريع والفعاليات التي من شأنها زيادة الوعي والاهتمام بواجب العودة والتحرير.

 

16- رفض وإدانة كل المواقف والتصريحات الرسمية التي تصدر عن مسؤولين فلسطينيين تتضمن التفريط أو التنازل عن حق العودة أو الحق في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة، وخاصة تلك التصريحات التي صدرت عن رئيس السلطة الفلسطينية أخيراً، واعتبارها لا تمثل الموقف الفلسطيني ولا الشعب الفلسطيني، بل هي تمثل شخص من أصدرها فقط.

 

وفي الختام أكدت توصيات المؤتمر التزام المشاركين واجبَ التحرير والعودة، التزاماً لا يتغير ولا يتبدل نتناقله جيلاً إثر جيل حتى التحرير والعودة.♦