مجلة العودة

نسيمة أيوب: أميركيون... لكن مع حق العودة

أميركيون... لكن مع حق العودة

نسيمة أيوب/بيروت

 

تُعرف الولايات المتحدة عموماً بسياستها الخارجية ذات التأييد المطلق لـ»إسرائيل». فسواء كان الرئيس الحاكم جمهورياً أو ديموقراطياً، من الصقور أو الحمائم، تبقى مصلحة إسرائيل ذات أولوية قصوى في منطقة الشرق الأوسط. وإن حاول البعض التخفيف من حدّة هذا الموقف أو «التوازن» بين الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، تهرع المصلحة الانتخابية أو غيرها لسدّ الباب في وجه أي نوع من «الإنصاف» فيه، ويعود الرئيس إلى «رشده» فيؤيّد ويمجّد ويدعم «إسرائيل»، بل قد يصل به الحال إلى إضعاف الاقتصاد المحلي مثلاً، في سبيل دعم هذا الحليف «المخلص». لكن، بالمقابل، نرى المئات من منظمات المجتمع المدني الأميركية NGOs تنصف الفلسطينيين وتؤيد حقوقهم، وقد يصل بها الحال إلى أن تُحارَب من الإدارة الأميركية نفسها. أما عن تأثير هذه المجموعات، فقد يكون قوياً في مواقع وضعيفاً في مواقع أخرى. إلا أنه أصبح من المكانة بحيث يُرصد من قبل لوبي «إسرائيل»، وقد يسعى هذا اللوبي إلى تشويه صورته وإلصاق التهم به لإضعافه، وفي بعض الأحيان لمنعه من العمل بشكل نهائي.

ونظراً إلى الخبرة المتراكمة، أصبح العديد من هذه المنظمات كبيراً ومنظماً وقادراً على تنظيم حملات مهمة ذات انعكاسات دوليّة. وقد دفع هذا الأمر المنظمات اليهودية إلى ترصدها وتعقبها، وفي بعض الأحيان إلى محاولة إغلاقها، مثلما حصل مثلاً مع Holy Land Foundation. ووصل الأمر بلوبي «إسرائيل» إلى ترتيب هذه المنظمات بحسب «الخطورة» وتعميم لائحة بأهم عشر منظمات أميركية معادية لـ»إسرائيل»، وذلك من خلال منظمة  Anti-Defamation League        ADLاليهودية الأميركية. واعتبرت ADLأن هذه المنظمات تؤدي دوراً محورياً من حيث تأثيرها وقدرتها على تنظيم فعاليات والوصول إلى آلاف المؤيدين، ومن ثمَّ التشبيك مع مثيلاتها من المنظمات واستخدام كافة وسائل الدعاية للتأثير على الرأي العام المحلي.

بعض المنظمات

Act Now to Stop War and End Racism وهي منظمة تأسست في 2001، تعتبر رائدة في مجال تنظيم التظاهرات المعادية لـ»إسرائيل»... ومنها خلال حرب لبنان 2006 وحرب غزة ـ الرصاص المسكوب ـ وفي تأييدها لأسطول الحرية وغيرها. وهي تتميز بالشعارات الواضحة والهجومية، مثلاً: «الاحتلال هو جريمة.. سواء في العراق أو أفغانستان أو فلسطين»، وباتهامها للجيش الإسرائيلي والأميركي بالإرهاب.. وبعد هجوم أسطول الحرية أحرقت في إحدى مظاهراتها في مدينة شيكاغو العلم الإسرائيلي.

Al-Awda  هي منظمة توضح من خلال اسمها أنها تعتبر «إسرائيل» غير شرعية، واضعة نصب أعينها حق العودة. يقع مركزها الرئيسي في كاليفورنيا، وهي ذات نشاطات متعددة، من أبرزها الموقع الإلكتروني Electronic Intifada، كذلك فإنها تقيم المؤتمرات وتنظم التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والمناوئة لـ»إسرائيل».

Council on American-Islamic Relations   وهو مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، وقد تأسس في 1994 ويعتبر من أكبر المنظمات في الولايات المتحدة، ويقع مركزه الرئيسي في واشنطن.. وهو يخصص العديد من نشاطاته لمهاجمة السياسات الإسرائيلية ويعتبر فاعلاً جداً.

Friends of Sabeel-North America  هي منظمة أميركية تمثل منظمة سبيل الفلسطينية والموجودة في القدس، وقد استطاعت أن تشبك عدداً من الكنائس البروتستانتية لتنظيم مؤتمرات ومحاضرات توضح فيها «عنصرية إسرائيل» وقمعها وانتهاكها لحقوق الإنسان. ونشاطاتها تمتد عبر الولايات المتحدة.

Muslim American Society  وهي منظمة تتمتع بقاعدة عريضة من المسلمين الأمريكيين قادرة على تنظيم أكبر التظاهرات، كذلك فإنها موجودة في أكبر مساجد الولايات المتحدة. وقد قامت في 2009 بدعم القوافل المتجهة لكسر الحصار على غزة، وذلك بالتنسيق مع Viva Palestina. كذلك عقدت في آخر 2009 مؤتمراُ في شيكاغو دعت فيه إلى استئصال «إسرائيل».

هذه عينة من مئات المنظمات التي تحارب «إسرائيل» على الأرض الأميركية، وهي تعمل من خلال المحاضرات والحملات والدعم بكافة أشكاله (قوافل كسر الحصار وحملات محاربة الجدار العنصري...) على نصرة القضية الفلسطينية. هي منظمات إسلامية ونصرانية ويهودية مؤمنة بالحق الفلسطيني، وقد تضم في بعض الأحيان أعضاءً من الكونغرس يخاطرون بمستقبلهم السياسي من أجل قناعاتهم، ويضغطون باتجاه قطع المساعدات الأمريكية لـ»إسرائيل».

الوعي الأميركي بالحق الفلسطيني يزداد يوماً بعد يوم، كما الوعي الأوروبي، والعمل جارٍ ليل نهار لترسيخ دعم القضية الفلسطينية. لكن لوبي «إسرائيل» يعمل بالاتجاه المضاد... فمتى سترجح الكفة للحق الفلسطيني، وأين نحن من هذا الصراع.♦