مجلة العودة
﴿المسلمون والمسيحيون في القدس﴾
 

شعر الدكتور/ محمد صيام

{هذه قطعة من قصيدة ألقاها الشاعر، في حفل افتتاح فرع مؤسسة القدس الدولية، في طهران، وذلك في صباح يوم الاثنين 19 ربيع الأول 1427هـ - الموافق - 17/ 4 / 2006م}

رَعَى الكَنَائِسَ إِسْلاَمٌ وإِيْمَانُ                  والأَهْلُ فِيْهِنَّ مَا ذَلُّوا ومَا هَانُوا

عَاشُوا وعِشْنَا مَعاً في القُدْسِ يَجْمَعُنَا                 علَى المَحَبَّةِ أَشْيَاخٌ ورُهْبَانُ

واليَوْمَ غَيَّرَتِ الأَيَّامُ مَسْلَكَهَا                  وكَادَ يُغْرِقُ أَهْلَ القُدْسِ طُوفَانُ

فَقِصَّةُ الهَدْمِ والتَّهْجِيْرِ جَارِيَةٌ                  بِحَيْثُ لاَ الإِنْسُ يَرْضَاهَا ولاَ الجَانُ

فَهَلْ نُعِدُّ لِيَوْمٍ كَيْ نَعُودَ بِهِ ؟!                  وهَلْ هُنَاكَ علَى الإِعْدَادِ بُرْهَانُ؟! للمزيد...


المؤرخ شوقي أبو خليل البيساني.. حكاية لم تنتهِ بالموت
 
 

سمير عطية/ دمشق

لم تعتقد بيسان أنَّ أحد أبنائها البررة سيودّعها من دون أن تجمع جسده بين ذراعيها. لم تعتقد أن الطفل الذي كان يمسك بيد أهله وهم يرحلون قسراً عن ربوع الوطن وكان ينظر إلى بيسان باستمرار، تعب قلبُه المعنّى بآلام الأمة قبل أن تكحّل عيونها برؤيته.

حين غادرها طفلاً، كان في السابعة من عمره تماماً، فقد أبصر فضاء مدينته في أيار (مايو) عام 1941، ليسجل في ذاكرته وهو يرحل عنها أوجاعاً عاشت معه فأبدلها آمالاً وأحلاماً عظاماً يسطّرها في أسفاره ومؤلفاته وكتبه.

يومها.. لم تكن بيسان تعلم أنَّ هذا الطفل الذي تعفّرت أحلامه بتراب الهجرة، وترك شيئاً من دموعه على ترابها، لم تكن تعلم أنه سيكون سِفراً في سَفَرٍ طويل، ومحبرةً يغمس الواثقون بنصر الله أنَّ مع العسر يسراً وأنَّ بعد الإبعاد عودة.

القنديل الأول: في فضاء التعليم

كما تُحب بيسان وترغب، أشعل شوقي أبو خليل قناديله منذ الأيام الأولى لدراسته في دمشق الفيحاء، فتعلم في مدارسها، ومن ثم نال في جامعتها إجازة في التاريخ من كلية الآداب في عام 1965، في الزمن الذي كان يقترب من النكبة الفلسطينية الثانية. في تلك الفترة أيقن أنَّ النصر في القوة، وأول سهم في كنانة القوة العلم والإيمان، لذا لم يتأخر عن ركب التعليم فعمل مدرساً ومديراً في الثانويات، ثم رئيساً لقسم الامتحانات في مديرية تربية مدينة دمشق، ثم موجهاً اختصاصياً لمادة التاريخ.

كان كما تحب بيسان وترضى، في تصميمه وعزيمته، فالشام التي احتضنت أهله وشعبه فتحت منابرها للمتميزين، فصار عضواً في مديرية المناهج والكتب في وزارة التربية، وكان أستاذاً لمادة الحضارة الإسلامية والاستشراق بكلية الدعوة الليبية، وعمل محاضراً في كلية الشريعة بجامعة دمشق.

لم تنطفئ قناديله العلمية، فعمل أميناً عاماً لجامعة العلوم الإسلامية والعربية، ومديراً للنشر في دار الفكر من عام 1991 حتى وفاته في عام 2010.

وكذلك كان رئيساً لشعبة التاريخ والحضارة في معهد جمعية الفتح الإسلامي، وأستاذ التاريخ فيه. للمزيد...

كل ما أكتبه من أجل عيون فلسطين والعودة إليها تسبقها عودات
المؤرّخ شُرّاب: أنجزت نحو أربعين مؤلفاً وسُرق بعض مخطوطاتي ومؤلفاتي
 

خليل الصمادي/ دمشق

حملنا معنا إلى العلامة المؤرخ محمد بن محمد حسن شُرّاب، أسئلة متعددة وقضايا شائكة ليحدثنا عنها، طلب منا أن ننتظر لأيام، فرمضان الإيمان والصحة لا يسمحان له بأن يجيب سريعاً. بعد أيام عدنا لتسلّم الإجابات، فحصلنا على مقابلة متميزة وتاريخية لكاتب وباحث متميز، لم يسعفنا عدد الصفحات أن نقدمها كاملة لقراء «العـودة»، ورغم ذلك اختصرنا منها ما اضطرتنا الضرورة إليه. وفي ما يأتي نص الحوار:

«العـودة»: من المعروف أن لك أكثر من ثلاثين كتاباً في موضوعات مختلفة، ما حظّ فلسطين من أسفارك المتعددة؟

كتبت حتى عام 2010 خمسة وثلاثين كتاباً، منها ما كان في مجلد واحد أو في مجلدين أو في ثلاثة مجلدات.. وما نشر من الأبحاث في الصحف والمجلات ولم يُجمع في كتبٍ، يوصل مؤلفاتي إلى الأربعين..

كتبتُ في فلسطين: مدنها وقراها وعشائرها وأعلامها وشعرائها وأدبائها وأيامها وتاريخها.

كتبتُ في اللغة والنحو والأدب: لغة العرب ونحوهم وأدبهم، وكتبتُ في مدائن العرب وآثارها.

وكتبتُ في موضوعات شتى، تدخل تحت هذا العنوان أو ذاك.. وكل ما كتبته كان من أجل فلسطين ومن أجل عيون فلسطين.

أما تحت عنوان «فلسطين» الصريح، فقد خصصت الموضوع بنحو عشرين كتاباً، فتح الله عليّ بها وكانت تشمل كل ما يحتاج إليه العربي بعامة والفلسطيني بخاصة.

فقد أعانني الله وجمعت فلسطين في مجلد واحد تحت عنوان «معجم بلدان فلسطين»، أردت أن يكون وثيقة في بيت كل عربي، ومن خلت منه مكتبته فقد ذاكرته وأتبعته بمعجم صغير شرحتُ فيه معاني أسماء القرى والمدن الفلسطينية فاثبتُّ عروبتها، وكشفت عن سرقة اليهود لها.

وأعانني الله على جمع شتات القبائل والحمائل الفلسطينية في مجلد تحت عنوان «معجم الحمائل والقبائل الفلسطينية» منسوبة إلى قراها ومدنها، ومن نبغ فيها من رجال الأدب والعلم، وهو وثيقة هامة يرجع إليها الباحثون. للمزيد..