مجلة العودة

فلسطينيو الأردن يستقبلون شهر رمضان بموجة من الغلاء ورفع الكهرباء

الأردن يستعد لرفع أسعار الكهرباء 16 في المئة
فلسطينيو الأردن يستقبلون شهر رمضان بموجة من الغلاء ورفع الكهرباء

أحمد سعد الدين/ عمّان

يستقبل اللاجئون الفلسطينيون في الأردن شهر رمضان هذا العام بنحو مختلفٍ عن غيره من المواسم الماضية؛ وذلك مع موجة الغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة، وخاصة أن أغلبية الفلسطينيين في الأردن تُصنَّف ضمن الطبقة الفقيرة والمتوسطة في المجتمع الأردني.

ارتفاع تكاليف المعيشة لم يكن جديداً على الفلسطينيين؛ فارتفاع أسعار المحروقات وغيرها من المواد والسلع الغذائية التي لمست موجة كبيرة من التصاعد خلال العام الحالي، سبب ارتفاع معدلات الفقر في أوساط اللاجئين وغيرهم من مختلف أصناف المجتمع الأردني.

ومع موجة الغلاء التي تجري قبيل قدوم الشهر الفضيل، يجد اللاجئون أن موسم شهر رمضان هذا العام مع ارتفاع درجات الحرارة، والتصاعد المستمر في أسعار المواد الغذائية، سيزيد من تفاقم أوضاعهم الاقتصادية، وتحديداً في أسعار السلع.

أسعار المحروقات التي رفعتها الحكومة الأردنية في نهاية العام الماضي كان لها تأثير على الأوضاع المعيشية، حيث رُفع سعر أسطوانة الغاز إلى 10 دنانير (ما يعادل 15 دولاراً) بدلاً من سعرها القديم الذي بلغ في ذلك الوقت 6.5 دنانير، ما دفع إلى تكثيف الدخل على الوقود والطاقة وتحديداً في موسم الشتاء.

وسط لهيب الشمس، يعمل أحمد أبو خليل في مهنته بائعاً متجولاً للخضار والفواكه في مخيم الحسين وسط العاصمة عمّان. أبو خليل لا يرى مشكلة في ارتفاع تكاليف المعيشة عليه، هدفه الأساسي ـ كما يقول ـ توفير لقمة العيش الحلال لأطفاله الخمسة. ويقول بصوت تعلوه العزيمة على العمل: "أستيقظ قبل طلوع الشمس للذهاب إلى الحسبة واختيار الخضار المناسبة للزبائن، ومنها إلى العمل على السيارة حتى غروب الشمس".

ويستبشر أبو خليل بحلول شهر رمضان مع تحسن نشاط بيع الخضار، وتحسن نشاط المتاجر التي يأمل تحسن أعمالها وانعكاسها إيجاباً على عمله؛ فالعمل، وإن كان بالنسبة إليه بسيطاً، إلا أنه متعب ومرهق.

حالة أبو خليل لا تختلف عن حال الكثيرين من أبناء مخيم الحسين؛ فالسمة الغالبة لعمل أبناء المخيمات الفلسطينية في الأردن إن لم تكن في قطاعات حكومية، هي العمل في قطاع الإنشاءات والأبنية والتجارة، وقطاعات العمل في وكالة الغوث.

وفي نظرة اللاجئين إلى الأوضاع الاقتصادية، أمل في تحسن أوضاعهم الاقتصادية؛ فالمخيمات تشتكي ارتفاع معدلات الفقر، والعوز الحاصل في بعض العائلات التي تعيش على معونات وكالة الغوث ومساعدات الجمعيات الخيرية.

في شهر رمضان المبارك تنظم الجمعيات الخيرية مواسم تطلق عليها مواسم الخير، بهدف مساعدة اللاجئين الفلسطينيين والفقراء في توفير مساعدات مالية وغذائية، كما تنتشر موائد الرحمن.

مخيم غزة في مدينة جرش التي تبعد (50 كليومتراً عن عمّان)، هو أسوأ المخيمات صعوبة في المعيشة، وذلك مع ارتفاع معدلات البطالة في أوساط الشباب، وتفاقم مشكلة الفقر، يعيش اللاجئون حياة الفقر التي تنخر في بيوتهم وتهدد معيشتهم.

في المخيم أسر تعيش بأطفال يسكن بيتهم الفقر والمرض، ولا يحلمون إلا بالحياة الكريمة التي تغلق عليهم باب طلب المساعدة من الآخرين، إلا أن تلك النداءات التي يطلقها اللاجئون لا تجد آذاناً صاغية تسمع بعمق إلى حاجاتهم.

ومع قدوم شهر رمضان تستعد الحكومة الأردنية لتطبيق سياسة الرفع المبرمج لأسعار الكهرباء، وذلك تطبيقاً لسياسة صندوق النقد الدولي الذي طلب من الأردن رفع أسعار المحروقات ووقف برنامج الدعم النقدي الذي تقوم به الحكومة الأردنية للأسر، حيث من المؤكد رفع أسعار الكهرباء بنسبة تصل إلى 16 في المئة. إلا أن الطمأنات الحكومية إلى أنّ رفع أسعار الكهرباء لن يمسّ الطبقة الفقيرة والمتوسطة لن تجد لدى اللاجئين الفلسطينيين ما يساعدهم على الثقة بالحكومة، حتى مس رفع أسعار المحروقات في السابق كافة أطياف المجتمع الأردني، ولم يستثنِ الفقراء الذين شملهم قرار رفع أسعار المحروقات، وأصابهم ارتفاع أسعار المواد الغذائية والكهرباء، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل والمواصلات.

وكان خبراء اقتصاديون واجتماعيون قد حذروا من مغبة ارتفاع أسعار السلع على الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وتحديداً على الطبقة الفقيرة التي تشمل أيضاً قاطني المخيمات الفلسطينية، وتأثير ذلك الارتفاع على معدلات السرقة وغيرها من الظواهر الاجتماعية السلبية التي تنتج من غياب العمل وانتشار الفقر، إضافة إلى التحذير من ارتفاع مستويات الفقر والبطالة وتأثيرها على ارتفاع مستوى الجريمة والتسول بين أوساط الشباب العاطلين من العمل.

وكما يستعد اللاجئون لشهر رمضان، تقول الحكومة إنها ستعمل على رفع أسعار الخبر والكهرباء لمواجهة العجز المتواصل في المديونية، وارتفاع العجز في خزينة الدولة.