مجلة العودة
بلادُ العربِ أوطاني!

تتعدد البلاد التي هُجّر إليها الفلسطينيون قسراً من العراق وسورية ولبنان خلال العقد الأخير. ورغم تفاوت الظروف واشتدادها من عامٍ إلى آخر، إلا أنّ الوثيقة التي يحملها الفلسطيني لا تُخوّله دخول الوطن العربي، الوطن نفسه الذي حفظ الفلسطيني أناشيده الوطنية والقومية، لكنّ ذلك لم يكن كافياً ليدخل إلى بواباته أو نوافذه الصغيرة حتى!

بلادُ العربِ أوطاني... لكنها تضيق على اللاجئ! فيختار الهند في وسط آسيا مكاناً للجوئه!

بلادُ العربِ أوطاني... يجمعُ ما لديه من مال، ويسافر إلى موسكو ليبحث عن إقامة فيها، ولا ضير إن كان يمينيّاً أو يساريّاً؛ فالتهجير واحد!

بلادُ العرب أوطاني... يواصل غناءه وهو يُحلّق في الطائرة إلى البرازيل في قارة جديدة حيث أميركا الجنوبية!

بلادُ العرب أوطاني... يقترضُ مبلغاً من صديقه وشقيقته وما خبأه للزواج ليذهب في رحلة بحرية إلى بلدٍ أوروبي يستقبله!

بلاد العرب أوطاني... ويتمنى لو تقبل به كندا ليكون هناك مع زوجته وأولاده، فينتهي من عويل الطائرات، ونواح الدبابات، ولطم المدفعيّات!

بلادُ العربِ أوطاني... يقف على أبواب السفارات العربية ليحصل على تأشيرة "مرور" ترانزيت في أفضل الأحوال!

بلادُ العربِ أوطاني، هناكَ في الهند، روسيا، البرازيل، السويد، إيطاليا، قبرص... نعم؛ فأمام اللاجئ الفلسطيني المهجَّر ربمّا تغيرت الجغرافيا!♦

التحرير