مجلة العودة

فلسطينيو 48 في الواجهة

تتغير الوجوه وتتبدل الساحات وتنتقل المعارك من شارع إلى آخر، من غزة الى الضفة ومن القدس وحي سلوان إلى أم الفحم. جميعهم أصحاب أرض واحدة هم أبناؤها، وأمام عدو واحد هو الاحتلال الإسرائيلي. وما حدث في أم الفحم لم يكن أزمة داخلية في دولة «ديموقراطية» بسبب خلاف سياسي أو تنافس، ولا حتى مشكلة أمنية أو ما يسمونه «إرهاباً». وليست الحواجز ولا الحصار والجدار أو الاختلاف على المنازل في القدس هي سبب الخلاف مع «إسرائيل»، وليست مشكلة لاجئين ولا اعتداءات متكررة وسقوط شهداء. كل ذلك نتاج للمشكلة الحقيقية التي هي «احتلال الأرض». وبانتهاء الاحتلال تختفي كل مخلفاته التي عددناها. لذلك نتطرق في صفحاتنا إلى عنصرية «إسرائيل» والقرارات الصادرة بحق أصحاب البلد وما يحاك لهم من قوانين أخرى.

ومن خلال المشهد الحالي في «أم الفحم» داخل الخط الأخضر، نعود بالذاكرة إلى معركة القسطل التي شارك فيها فرسان مسلمون من بلاد البوسنة والهرسك إلى جانب القائد الشهيد عبد القادر الحسيني، جمعتهم عقيدة واحدة في مواجهة عدو واحد.

وفي لبنان، نتابع أوضاع اللاجئين غير المستقر في ظل التداخلات الخارجية الكبيرة في هذا البلد الصغير، وأين يقف اللاجئون فيه، وكيف سيتعاملون مع هزاته المتوقعة وأقربها القرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة الدولية؟

وفي العدد أيضاً، قراءة لأسباب فشل المصالحة الفلسطينية بين حركتي «فتح» و«حماس». وفي الصحافة الإسرائيلية نراجع تناولها الإعلامي لنتائج الانتخابات الأميركية.

وفي ثقافة العودة، نسلط الضوء على «بيت فلسطين للشعر» بعد مرور عام على إطلاقه، ونستطلع بعض آراء المثقفين والمهتمين حول موقع البيت في عالم الشعر والثقافة والعودة وفلسطين. كذلك نقابل الشاعر إياد الحياتلة للحديث عن حياته وأعماله الثقافية التي أرست ألواناً شعرية جميلة.

ونلامس أيضاً صفحات من أدب المجاهدين، عز الدين القسام ورفاقه في تلك الحقبة، الذين سطروا تاريخ قتالهم وحياتهم في الأحراج والمغاور، ورووا أشعاراً محفوظة حتى يومنا هذا الذي يصادف الذكرى الـ75 لاستشهاد القسام. وفي نهاية العدد كلمة لحفيدته الدكتورة ابتهال القسام.

التحرير