مجلة العودة

رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبةبهجة العيد ترتسم على وجوه الأطفال في المخيمات

رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة
بهجة العيد ترتسم على وجوه الأطفال في المخيمات

أحمد سعد الدين - عمان

مع حلول شهر رمضان المبارك، تعاني أسر اللاجئين الفلسطينيين في الأردن أوضاعاً اقتصادية صعبة، وسط ارتفاع تكاليف المعيشة والصعود المتواصل لأسعار المواد التموينية.ورغم تلك الأوضاع، إلا أن العائلات التي تقطن المخيمات، تعمل على إدخال البهجة إلى الأطفال وتبادل التهانئ بالأعياد، والعمل على توفير كافة مستلزمات العيد.
بهجة العيد ترتسم على وجوه أطفال المخيمات، في أزقة المخيم لا تزال وجوه تلك الأطفال تبتهج لدخول العيد.
وتستعيد الأسواق في المخيمات المنتشرة في الأردن بريقها في أواخر شهر رمضان وليلة عيد الفطر المبارك، مع ارتفاع الطلب على الألبسة والأحذية في المحالّ التجارية والإقبال على شراء الحلويات، استعداداً للعيد.
أما في صبيحة يوم العيد، فيسارع الشاب محمد زايد إلى مصلى العيد الذي أعدّته البلدية مسبقاً، مصطحباً سجادة الصلاة وبعض أصدقائه للصلاة.
محمد الذي أعتاد زيارة أقاربه مع والده، يقول إن زيارة الأقارب في العيد، وتحديداً في المخيم، أجمل من الأماكن الأخرى مع وجود الأصدقاء والأحبة.
كذلك عملت مجموعة من الشبان على توزيع حلوى العيد على المصلين بعد الانتهاء من الصلاة، فأشكال إدخال البهجة والسرور في نفوس الأطفال تتنوع في العيد.
في الوقت ذاته، عمل رب الأسرة سعيد أبو خالد على شراء الملابس لأطفاله استعداداً للعيد. ويرى أبو خالد أن أسعار الملابس مرتفعة جداً، ولا يقدر أرباب الأسر على توفير الملابس لأطفالهم، وتحديداً الأسر الكبيرة، كما يقول.
ويصف أبو خالد بهجة العيد بأنها تعمل على إدخال البهجة إلى نفوس الأطفال، عبر ملابس العيد الجديدة وصرف "العيدية".
ويقول أبو خالد إن التزامات المدارس ومصاريفها أصبحت على الأبواب مع الخروج من مصاريف شهر رمضان المبارك، ومصروفات العيد من الحلوى والملابس.
ما محمد صالح فيقول إن اللاجئين يهتمون بالعيد، ولو بالبسيط اليسير… وإنه يعمل جاهداً لشراء ملابس جديدة للأطفال، وإن كانت تلك الملابس مرتفعة الثمن.
أما الحاجّة زينب، فهي ـ كما هي عادتها في كل عيد ـ تعمل على تجهيز احتياجاتها من مستلزمات عيد الفطر، رغم الوضع الاقتصادي البسيط الذي تعيش فيه؛ فقد عمدت الحاجّة زينب إلى شراء مستلزمات تجهيز كعك العيد بغية تقديمه لضيوفها وأحفادها الذين يسارعون إلى زيارتها صبيحة أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك.
ولا تنسى الحاجّة زينب توزيع كعك العيد على الأطفال من أبناء الحي في مخيم حطين، وتقول إن عيد الفطر يدخل البهجة والسرور في نفوس الأطفال، رغم الأوضاع التي يعيشها سكان المخيم.
وتستذكر الحاجّة زينب أيام العيد في فلسطين وكيفية عمل كعك العيد في بلدتها القريبة من مدينة جنين، مع أقاربها وأهلها، وتقول إن العيد في فلسطين له شكل آخر يلمس مع الأهل والأحبة. وتضيف أن العيد في فلسطين يكون بالعودة والتحرير ونصرة فلسطين.
ومن أشكال البهجة للعيد وفرت الحاجّة زينب شراء وجبة الإفطار التي تتكون من السمك المملح الذي يسمى "الفسيخ" الذي اعتادته بعض الأسر الفلسطينية في أول أيام عيد الفطر المبارك، حيث تجتمع العائلة على سفرة واحدة في أول أيام العيد، ثم تنتقل إلى زيارة الأهالي والأقارب.
ويجمع اللاجئون الفلسطينيون على أن بهجة العيد الحقيقية، وإن كانت هذا العام تمرّ في أوضاع وتغيرات إقليمية عربية، لا تكون إلا بتحرير فلسطين، كامل فلسطين، وبعودة اللاجئين إلى أرضهم وطرد المحتل الغاصب.♦