مجلة العودة

عائدون ....رغمَ أسوارِ القصيدة

عائدون .... رغمَ أسوارِ القصيدة

شعر : سمير عطية

الرّاحلونَ على ظلالِ الياسمينْ
والمُبعدونَ إلى مفازاتِ الأنينْ
والمُتعبونَ مِنْ التّخاذلِ والأنينْ
مرّوا على وجعي هُنا
كبُروا سريعاً عندَ جُرحي
يسألون عن الهَنا
ثمّ صاروا في دروبِ القهرِ
أطيافًا تُسمّى " لاجئين "
✽ ✽ ✽
من بين أشواكِ الحروفِ ورغمَ أسوارِ القصيدة
من بينِ أنيابِ الحتوفِ ، إلى حكاياتي الشريدة
يبستْ مواويلي على الشّفةِ الطّريدة
ثُمَّ صِرنا " نازحين " !
من أيّ بَرقٍ خُلّبٍ كَتبوا على وجهِ المدائن " عَائدونْ " ؟
والزّيزفونُ مَحاصرٌ، والذّكرياتُ مقابرٌ ، والأغنياتُ محابرٌ
سُكبتْ مع الدّمعِ الهتونْ !
يا أيّها القلمُ الرّديء ويا متاهاتِ الرّصاص !
غابَ القِصاصُ وكيفَ يجدي في متاهات الخلاصْ
صمتَ الأذانُ على المكانِ وحلّقت فينا الأغاني
" قلبِ تاني "
والمسجدُ الوضّاءُ يطفأُ في مساءات الأماني
وأنا هنا ....
عُمْرٌ يُضيء على المكانْ ...مِن ألفِ عامْ
عُمرٌ يجيء بكفّه نارٌ ضرامْ
يأتي ليخرجنا إلى الأرضِ الحرامْ
يا أيّها الشّعرُ الملظّى بالحنين وبالخيامْ
يا أيّها الوجدُ المعنّى بالحطامْ
رغمَ أسوارِ القصيدةِ ...عائدونْ
رغمَ أوجاعِ المكيدةِ ...عائدونْ
رغمَ أمواجِ التخاذلِ ...عائدونْ
رغمَ ذاكرةِ المآسي ، واشتعالاتِ انتكاس...عائدونْ
✽ ✽ ✽
يا أيها الليلُ الطّويلْ
كمْ قدْ كذبتَ على المدائنِ قلتَ : " حُلمُكِ مستحيلْ "
أخبرْ صديقكَ أنّ ظُلمكَ يَنجلي
وبأنّ دمعكَ سوفَ يذوي عندَ أشواقِ النّخيلْ
وبأنَّ خيلَ قصائدي قدْ أطلقتْ فيكَ الصّهيلْ
والشّمسُ من كفّي ضياها تَحملُ الصُّبحَ الجميلْ♦
 
 
في اليرموك ...قلبي اللي وقع منّي
 
 
اياد حياتلة - اسكتلندا

هاي الصورة أقرب صورة حدا قدر يلقطها لحارتنا بالمخيّم من حوالي أسبوعين، أما هلأّ فألله أعلم كيف وضعها للحارة
هذا شارع الشهيد جلال كعوش والمعروف بإسم شارع ثانوية اليرموك للبنات، وهو الواصل بين شارعي فلسطين واليرموك، والصورة من أوّل الشارع تقريباً باتجاه شارع فلسطين
البناية الحمرا اللي عاليمين هي بناية الشهابي وفيها معهد الخيام وبيت الأستاذ علي الشهابي المعتقل حاليّاً، والبناية اللي على يسارها بناية الشهدا وهذول البنايتين عليهم جيش نظامي وقنّاصة وخلفهم شارع فلسطين وعلى يسارهم بالعمق اللي مش مبيّن بيصير سوق الخضرة اللي مدخله بين المحلّ اللي مبيّن بصدر الصورة والعريشة اللّي بالنص، وبأخر السوق جوّا بتصير بلديّة اليرموك فوقه
وعلى يسار شجرة الكينا، وبينها وبين الباب الأسود اللّي هو عيادة الدكتور محمّد سعود حسن بيصير مدخل المصرف ورا ملحمة الربيع تبع أبو الفوز
طبعاً بيتنا مش مبيّن بالصورة والله أعلم شو صار فيه، والمكان اللي مأخوذه منّو الصورة هو زاوية الحارة اللي بتوصل بين هذا الشارع وشارع بيسان، والشارع هذا ما ضلّ فيه حدا من الأهالي أبداً وكل يوم بتصير في إشتباكات
آه .. قبل ما أنسى ..
يا ريت تكبّروا الصورة وتتطلّعوا فيها منيح، وخاصّة قدّام العريشة الواضحة عاليمين فوق المحل اللي على زاوية بيت الشهابي، إي قصدي محل عثمان بيّاع الخضرة، اللي هو مقابل باب بيتنا بالزبط .. إذا ما قدرتوا تميّزو إشي .. يمكن تحتاجوا تمدّوا روسكو شويّ لتشوفو شو في ورا هالكراكيب وبقايا البسطات والخراب اللي بنص الشارع
هناك ..
بتلاقوا قلبي اللي وقع منّي على عتبة البيت قبل ثلاث سنين♦