مجلة العودة

خدعة السلام

شعر الدكتور/ محمد صيام

لقد انطلت خدعة السلام على العرب فاتخذوها منهجاً استراتيجياً كما يقولون، فآلت بهم إلى الذلّ والهون

وتَرَاءَتْ آمَالُنَا مِنْ بَعِيْدِ                           كُلَّما هَلَّ أَيُّ عَامٍ جَدِيْدِ

بَعْدَ دَهْرٍ مِنَ الشَّتَاتِ مَدِيْدِ؟!                              قُلْتُ أَنَّى نَعُودُ يَا لَيْتَ شِعْرِي

وانْتَظَرْنَا تَحْقِيْقَ تِلْكَ الوُعُودِ                         وَعَدُونَا بِعَوْدَةٍ ذَاتَ يَوْمٍ

هَذِهِ حَالُ كُلِّ شَعْبٍ شَرِيْدِ                              وانْطَلَتْ خِدْعَةُ السَّلاَمِ عَلَيْنَا

كالرَّوَاسِي فِي الصَّبْرِ أَوْ فِي الصُّمُودِ                   غَيْرَ أَنَّا رَغْمَ الخِدَاعِ سَنَبْقَى. للمزيد...

75 سنة على استشهاده
  هذه حكاية الشيخ عز الدين القسام مع الثقافة

ياسر علي/ بيروت

بعد خمسة وسبعين عاماً من استشهاد الشيخ عز الدين القسام، وبعد أن قدم المثقفون العرب الكثير عن حياته، أورد هؤلاء الكتّاب الشعر والأدب في عصر الشيخ القسام، لكنهم لم يقرأوه بعين النقد، فجاء ذكر الأدب والشعر واستخدامهما في حركته عارضاً.. غير أننا لا نستطيع المرور كراماً على هذا الجانب، ولم يكن أصلاً يستطيع القسام تجاهل هذا الجانب لو أراد ذلك.

لماذا؟

لأن الفن والتراث الشعبي كان متغلغلاً في فلسطين التي يمثّل الفلاحون أكثر من 70% من سكانها، وحيث لا يستطيع أن ينكر أحد تأثير الأغنية التراثية في حياة هؤلاء الفلاحين الذين اجترحوا الأغنية والنشيد والترويدة والردة والدحّيّة والسحجة والدلعونا والجفرا من يوميات عمل الفلاحين والرعاة..

ولقد أدّت الأغنية الفلسطينية دوراً أساسياً في تحفيز الثوار والمواطنين على الثورة مع القسام الذي أجج استشهاده (21/11/1935) الثورة العربية الكبرى بعده (1936-1939).

في العشرين من تشرين الثاني من سنة 1935، ارتقى الشيخ عز الدين القسام شهيداً على أرض فلسطين، في أحراش يعبد، بعد معركة كبيرة مع قوات الاستعمار البريطاني.. واليوم في الذكرى الخامسة والسبعين لاستشهاده، إذ نتناول –في أقلّ الواجب- دور الشعر والثقافة في حركة القسام، لا بد لنا من التعريج سريعاً على حياته المليئة بالجهاد والحماس والمقاومة..

مع الشعراء

لم يكن يخفى دور الشعراء العاميين في التأثير على الفلسطينيين، بل كانت أبيات الزجل تنتشر في أسماع الناس أكثر من الإذاعات وعلى ألسنتهم أسرع من الأغاني. وكان الشعر الشعبي هو وسيلة الإعلام الأقوى، حيث كان بعض التجار في تلك الفترة يستخدمون شعراء الزجل للإعلان عن بضاعتهم. للمزيد...

 
إياد عاطف حياتلة
الشاعر أضحى هويّة نباهي بها ونرفعها في وجه النسيان
  
  
  سمير عطية/ دمشق
  
  الشاعر إياد عاطف حياتلة هو ابن قرية الشجرة في الجليل الأدنى. والده الشاعر عاطف حياتلة، أما جده فهو الراوية كامل حياتلة (أبو هويّن). ولد عام 1960 في مخيّم العائدين في مدينة حمص بسورية، حيث استقرّ المقام بمعظم أهل قريته بعد نكبة عام 1948. انتقل بعدها مع عائلته إلى مخيّم اليرموك جنوب مدينة دمشق عام 1966، وفي عام 2000 ألقت به عصا الترحال – على حد وصفه - في اسكوتلندا حيث يقيم الآن هناك مع زوجته وأولاده الثلاثة مؤقتاً بانتظار العودة إلى فلسطين. التقيناه في مجلة «العودة»، وكان هذا اللقاء المتميز معه:

«العودة»: من مخيم العائدين في حمص، إلى مخيم اليرموك في دمشق.. كيف تقرأ المخيم؟

هذا المخيّم ضحكتي

حريّتي

وفضاءُ أغنيتي

ورائحةُ الذين أحبّهم

المخيّم هو الوطن المؤقت بانتظار تحقيق الوطن المؤجّل، هو مصنع المقاتلين، ومفجّر الانتفاضات، ومجترح معجزات الصمود، المتكابر أبداً على المجازر، على عتبات بيوته المبعثرة في زواريبه الضيّقة الملتوية التي تذهبُ بعيداً باتجاه كلّ الوطن، ترنّمت بأغاني الثورة، وعلى مقاعد مدارسه حفظتُ قصائدها، وعلى لافتات شوارعه تعرّفتُ إلى قرى فلسطين ومدنها، وعلى جدرانه المتهالكة تأملتُ صور الشهداء الذين وهبوا دماءهم على مذبح الحريّة، ونثرتُ الرياحين على أضرحة الذين أتعبهم اللجوء في مقبرته، وفي عيون وعجائزه التي نُقشتْ على وجوههم تضاريس البيادر والبيّارات والحواكير وعيون الماء أبحرتُ في كتاب الذكريات، وعلى صفحات أيدي رجاله ونسائه الخشنة التي تكدحُ نهاراً وتهدهدُ أحلام الصغار ليلاً حفظتُ ملاحم العودة عن ظهر قلب. ولا أخفيك يا صديقي أنّ المخيّم قد تغيّر كثيراً، لكنني ما زلت قادراً على نبش مخيّمي الذي أعرف وأحب من خلف واجهات المحالّ التجاريّة والأبنية الحديثة. للمزيد...