مجلة العودة

الخارجية الأردنية: فلسطينيو سورية مسؤولية وكالة الغوث في دمشق تزايد لجوء فلسطينيي سورية إلى الأردن

الخارجية الأردنية: فلسطينيو سورية مسؤولية وكالة الغوث في دمشق
تزايد لجوء فلسطينيي سورية إلى الأردن...
والسفارة الفلسطينية لا صوت لها

العودة - عمان

ضمن الأعداد المتزايدة يومياً من اللاجئين السوريين القادمين عبر السياج الحدودي إلى الأردن، ارتفعت موجات لجوء فلسطينيي سورية إلى الأردن، مع تصاعد أعمال العنف والاستهداف المباشر للمخيمات الفلسطينية في سورية.
خلال الشهر الماضي ارتفع نشاط نزوح اللاجئين السوريين إلى الأردن، حيث يعبر يومياً أكثر من ألفي شخص معظمهم من النساء والشيوخ والأطفال، إضافة إلى الجرحى والمرضى، عبر السياج الحدودي مع الأردن.
في الوقت ذاته، تزايد نشاط عبور فلسطينيي سورية وسط تعتيم إعلامي عن حجم اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية، والأماكن التي يوضعون فيها، وتقتصر تصريحات السفارة الفلسطينية في عمّان على أن فلسطينيي سورية هم ضيوف الأردن.
ويساعد نشاط لجوء السوريين إلى الأردن وسط انتقادات دولية أعلنها المفوض العام للأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليبو غراندي حول دعوته للحكومة بوقف ما سمّاه "التمييز ضد اللاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب السورية" وفتح حدودها لهم، حيث انتقد التمييز في صفوف استقبال اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية.
وكان غراندي قد استبق زيارة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيرس إلى الاردن، بإطلاق تصريحات مثيرة للجدل انتقد فيها قرار الأردن بإغلاق الحدود العام الماضي أمام اللاجئين الفلسطينيين، ودعا الحكومة الأردنية إلى ممارسة أقصى الجهود الإنسانية في التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين باعتبارهم لاجئين من الحرب.
إلا أن الحكومة الأردنية سارعت بالتصريح على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية صباح الرافعي في تصريح خاص بأن موقف الأردن واضح، وأُعلم المفوض العام للأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليبو غراندي به.
وبحسب الرافعي، فقد تبلغ غراندي الرد الآتي من الخارجية الاردنية بشأن تصريحاته:
"إن الأردن سجله ناصع البياض في ما يتعلق باستضافة اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأونروا بما يزيد على المليون، وغراندي يعرف تماماً موقفنا تجاه اللاجئين الفلسطينيين في سورية الذين هم مسؤولية وكالة الغوث في سورية".
وترى الحكومة الأردنية أن دخول الفلسطينيين "خط أحمر" لها، نظراً إلى احتمالات أن يؤدي ذلك إلى نزوح المزيد، وحتمية تحمّل "إسرائيل" مصير هؤلاء.
كذلك تحدث وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة، عن أن الأردن "غير مضطر إلى دفع أثمان سياسية للأزمة السورية"، في إشارة إلى مسألة اللاجئين الفلسطينيين، مبيناً أن الأردن لا يمنع عودة مواطنيه من حملة الجنسية الأردنية إلى المملكة، لكن مسألة تحويل لجوء الفلسطينيين من سورية إلى الأردن تتعلق بعشرات الآلاف، وهو أمر لا يمكن الأردن احتماله، على حد تعبيره.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قد توقعت أن تعيد احتمالات نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين في سورية إلى دول الجوار إلى الأذهان السيناريو المرير الذي وقع في سبعينيات القرن الماضي إثر اندساس مسلحين بين الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين مسببين اندلاع الحرب الأهلية في لبنان واحتجاجات واسعة ضد الحكومة الأردنية.
وأعلن فيليبو غراندي أن الأردن مثقل بنحو مليوني لاجئ فلسطيني توطنوا فيه على مدى عقود. ولكن اختلف مع أن قرار الأردن لإغلاق الحدود العام الماضي أمام اللاجئين الفلسطينيين.
وفي العام الماضي، أشاد الفريق ومقرها نيويورك وهيومن رايتس ووتش بقبول الأردن لبعض اللاجئين السوريين ويقدر عددهم بـ 140 ألف لاجئ لكنه انتقد الحكومة الاردنية احتجازه الفلسطينيين تعسفا في مركز احتجاز سايبر سيتي في مدينة الرمثا دون أي خيارات إلا العودة إلى سورية.
وفي سياق متصل، أكد بسام حجاوي السكرتير الأول في السفارة الفلسطينية بعمّان أن مشكلة اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية مع الحكومة الأردنية، ممثلةً بوزارة خارجيتها، لا مع سفارته في عمان، أو السلطة الفلسطينية.
تصريحات حجاوي جاءت تعقيباً على الرسالة التي أرسلها اللاجئون الفلسطينيون القادمون من سورية هرباً من شبح الحرب، والعالقون في مقر ما يعرف بـ"سايبر سيتي" بالرمثا شمال البلاد، حيث وصفت الرسالة بالشديدة اللهجة وحملت عنوان "خرجنا عن الصمت"، وتضمنت هجوماً قاسياً على السلطة الفلسطينية، وسفارتها في عمّان.
الرسالة التي تناقلتها وسائل إعلام عدة، حملت مضامين عديدة تحدثت عن وعودٍ كاذبة، تلقاها اللاجئون الفلسطينيون، واستخدامٍ مصلحي في غير مكانه لمعاناتهم وآلامهم، وهم عبر رسالتهم وبشكلٍ جماعي يطالبون السلطة الفلسطينية وسفارتها في عمّان برفع يدها عنهم!
وأكد الحجاوي أن السفارة الفلسطينية تنتظر موافقة وزارة الخارجية الأردنية على السماح لهم بالوصول إلى مخيم اللاجئين، والاطلاع على معاناتهم.
وأوضح حجاوي أن أحداً من أركان سفارته لا يستطيع الذهاب إلى اللاجئين الفلسطينيين دون موافقة رسمية من السلطة الأردنية؛ فهم بحسب قوله ضيوف الأردن، والحكومة هي التي تتابع شؤونهم وحدها♦