مجلة العودة

معجم ما ألف في فضائل وتاريخ المسجد الأقصى

معجم ما ألف في فضائل وتاريخ المسجد الأقصى والقدس وفلسطين ومدنها من القرن الثالث الهجري إلى نكبة فلسطين سنة 1367 هــ 1948 م


إبراهيم العلي – دمشق


تشهد اليوم مدينة القدس أكبر حملة تهويد منذ احتلال الكيان الصهيوني الغاصب لها، الذي شرع في طمس معالمها الإسلامية والتنكر للحق العربي والإسلامي فيها منذ اليوم الأول الذي دخلها فيه، فكان من الواجب الرد على هذه الانتهاكات والافتراءات. ومن جملة هذه الردود، الكتاب الذي أصدره مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث لمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، الذي حمل عنوان "معجم ما ألف في فضائل وتاريخ المسجد الأقصى والقدس وفلسطين ومدنها من القرن الثالث الهجري إلى نكبة فلسطين سنة 1367 هـ -1948 م، من إعداد الأستاذ شهاب بهارد.

يقع الكتاب في 318 صفحة من القطع المتوسط، في محاولة جادة من الباحث لاستقصاء المخطوطات والمؤلفات عن فلسطين وعن عاصمتها القدس والمسجد الأقصى؛ فالمخطوطات بذاتها تُعدّ تراثًا يربط الماضي بالحاضر، بما تحمله من مادة علمية.

يأتي هذا الكتاب مساندةً لما تتعرض له مدينة القدس من حملات تهويد وإهانة على أيدي الصهاينة المحتلين الذين لم تقتصر عدوانيتهم على البشر، بل تعدتها إلى الحجر والمكتبات التي عاثوا فيها سلباً ونهباً في محاولة جادة لطمس المعالم الإسلامية فيها، فكان هذا الكتاب بمثابة بيان للشواهد التاريخية التي تظهر ما للمسلمين من حقوق مصرح بها في الكتاب والسنة بمدينة القدس.

ويلقي الكتاب الضوء على مدى اهتمام المسلمين بالقدس والعناية بها من جميع النواحي، وعلى ما سطّره جهابذة العلم والمعرفة عن هذه البقعة الطاهرة المباركة، من شدّ الرحال للصلاة في المسجد الأقصى والاعتكاف فيه والسكن في البلد المبارك، والحماية من الأعداء عبر القرون والتأليف والتصنيف في فضائله وتأريخه وغير ذلك.

قسّم المصنف عناوين الكتاب البالغ عددها 220 عنواناً إلى ثلاثة أصناف، هي:

العناوين والمخطوطات التي ذكرت ولم تصل إلينا.

التي وصلت إلينا مخطوطاتها ولم تطبع.

المخطوطات والمؤلفات التي طبعت موزعة حسب القرون الهجرية، فأرخ لما خُط من أوائل القرن الثالث الهجري، فكان الكتاب الأول "إسحاق بن بشر بن محمد بن عبد الله بن سالم أبي حذيفة البخاري المتوفى في بداية القرن الثالث الهجري سنة 206 للهجرة، وتدرج حتى القرن الرابع عشر من الهجرة النبوية إلى نكبة فلسطين في 1367/7/7 هجري الموافق لـ 1948/15/5 م، مشيراً إلى أن أقل ما كتب من هذه الأنواع كان في القرن الثالث والرابع والخامس، حيث لم يتجاوز ما كتب في أيٍّ منها ستة كتب، في حين أن أكثر ما ألف كان في القرن السابع والثامن والتاسع والثاني عشر والرابع عشر، حيث شهد كل قرن منها قرابة عشرين مؤلفاً.

وتميز الكتاب بوجود ترجمة وجيزة وموثقة لمؤلفي المخطوطات والكتب التي ورد ذكرها في الكتاب،وبربطها مع كتب التراجم الأصلية التي وردت فيها.

قصد الكاتب في مؤلفه إلى إصدار عمل موسوعي يذكر فيه أسماء كل المؤلفات الشاملة والمستقلة التي تناولت فضائل مدينة القدس وفضائل مدن فلسطين من الخليل وعسقلان وعكا، وذكر من نزل من الصحابة ومن بعدهم في فلسطين ومن سكنها ومن مات فيها وقبور الأنبياء والأولياء فيها والمزارات الموجودة فيها والمدارس والأوقاف والجوامع ورحلات الناس إليها ومناسك مدينة القدس، فكان الكتاب بهذا متميزاًعمّا سبقه من كتب تناولت الموضوع ذاته.

وتنبع أهمية الكتاب من كونه نتاج عملية استقصاء من النسخ المخطوطة أو المصورة في مكتبات العالم كافة، فوصل استقصاؤه أحياناً إلى أكثر من مئة نسخة مخطوطة. فقد هدف الباحث إلى تيسير الحصول على النسخوالمخطوطات المتعلقة بالقدس والمسجد الأقصى وفلسطين ومدنها من أماكن متعددة في العالم، بذكر مكان وجودها والمعلومات المتعلقة بها، وتمكين من أراد من الأفراد أو المنظمات والمؤسسات من تحقيق كتاب ونشره من اختيار نسخ قديمة وكاملة، وللإشارة إلى حب المسلمين وتناقلهم فضائل المسجد الأقصى وتاريخ بيت المقدس ومدن فلسطين الأخرى بكثرة نسخها وقراءتهم لها، وللدلالة على انتشار نسخ هذه الكتب واشتهارها في العالم شرقاًوغرباً وجنوباً وشمالاً من قرون بعيدة.

ولتيسير البحث في الكتاب، جعل الكاتب فيه فهرساً للعناوين وفهرساً للمؤلفين وفهرساً للمخطوطات المتوافرة في مركز جمعة الماجد وفهرساً للمصادر والمراجع والمكتبات.

ويحتوي الكتاب، بالإضافة إلى ما ذكر،على فهرس تفصيلي لأسماء الكتب والمؤلفين ووفياتهم، بالإضافة إلى فهرس المخطوطات المذكورة في الكتاب والمتوافرة في مركز الماجد والبالغة 62 مخطوطة.