مجلة العودة

كلمة العودة: كثير من المشاريع.. قليل من الحلول

كثير من المشاريع.. قليل من الحلول

«السلام»، المصطلح المتداول لسلامة «إسرائيل» وديمومتها، هدف قريب وبعيد للنظام الدولي.. هدف يبذل هذا النظام الجهود الجبّارة لتحقيقه، فإذا بها مثل كرة الثلج، تنهال المشاريع على المنطقة من كل حدب وصوب، من أجل أن يعم هذا «السلام» المذكور أعلاه في ربوعها.

الإدارة الأمريكية توفد طاقماً خاصاً إلى عدد من الدول العربية لبحث خطوات تنفيذ توطين اللاجئين الفلسطينيين في عدد من دول العالم، بتمويل عربي ودولي، وهي تمارس ضغوطاً على بعض دول المنطقة لقبول توطين أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين على أراضيها، بعد أن قبلت أوستراليا وكندا وغيرهما استقبال أعداد محدودة منهم.

أيضاً، مساعٍ أوروبية غربية تعمل على مشروع يقضي بترحيل الفلسطينيين الذين لجأوا إلى لبنان بعد عام 1975 إلى دول عربية، وتوطين المسجلين لدى وكالة الأونروا بعلم قادة لبنانيين وتسهيل منهم وبموافقة من بعض الدول العربية والتنسيق معها.. وذلك بتمويل عربي من جهة، وبرعاية غربية وأوروبية من جهة ثانية، وبتزامن كامل ودقيق مع حوافز عملية ومالية واقتصادية واجتماعية تقدمها الشركات المستثمرة على شكل مشاريع تُعطى فيها الأولوية للعمالة الفلسطينية.

أيضاً، بتناغم واضح مع بعض الأصوات الدولية والإقليمية، قال رئيس حكومة رام الله سلام فياض إنه يتوقع أن يكون 2011 عام إعلان دولة فلسطينية.. وعندما سئل عما إذا كانت خطة إعلان الدولة قد أخذت بالحسبان قضية اللاجئين، أجاب بأن أسس استيعابهم قد وُضعت، فسيكون «للفلسطينيين حقُّ الإقامة داخل دولة فلسطين».

واستمراراً لما سبق، تأتي «وثيقة عريقات» المكونة من 21 صفحة جرى تعميمها على دبلوماسيين أوروبيين وغربيين، وفيها يشرح عريقات التفاهمات التي توصل إليها عباس مع أولمرت وبوش، وأبرزها إعلان موافقة فلسطينية رسمية على حل وسط فيه تنازل كبير في حق العودة.. وأن السلطة عرضت على حكومة أولمرت عودة 150 ألف لاجئ فلسطيني إلى فلسطين من أصل ستة ملايين، في إطار التسوية، على مراحل ممتدة على 10 سنوات، أي 15 ألف لاجئ في العام.

والأنكى من ذلك كله، أن صاحب «الحياة مفاوضات» يعلم أن شعبنا سيرفض هذه الوثيقة، فإذا به يخفيها، ويمحو التفاصيل منها، فتخرج النسخة العربية للوثيقة مختلفة عن الإنجليزية، فأخفى العدد المحدد للاجئين الذين وافقت السلطة على عودتهم إلى فلسطين..

إنهم يقدمون الخطط، لكنّ عرقلَتَها تأتي هذه المرة من المعتدين، لا من أصحاب الحق الذين نُكبوا قبل 62 سنة، وكانوا منذ اليوم الأول لنكبته يقاومون ويرفضون كل محاولات إلغاء حق العودة، ويُفْشلونها.

آن أن يعلم هؤلاء الساعون إلى تنفيذ هذه الخطط، أنها ستبقى مجرّد مشاريع، ولن تأتي بحلول..

هناك حلّ واحد ووحيد، لا يمكن أن تستريح المنطقة من دونه، ولا يمكن تحقيق «السلام الحقيقي» بعيداً عنه.. ألا وهو العـودة الحرة والكاملة والكريمة إفرادياً وجماعياً، إلى البيوت التي خرج منها اللاجئون. وكل ما عدا ذلك يبقى مشاريع لا ترقى في أحسن أحوالها إلى أكثر من تسويات مؤقتة.. مهما طال هذا المؤقت أو قَصُر..

رئيس التحرير