مجلة العودة

العام 2008 يسجل رقماً قياسياً سلبياً في التكافل الاجتماعي في «إسرائيل»

العام 2008 يسجل رقماً قياسياً سلبياً في التكافل الاجتماعي في «إسرائيل»

عباس إسماعيل/ بيروت

في موازاة الاحتفالات بالذكرى الستين لـ«تأسيس دولة إسرائيل»، ذكرى اغتصاب أرض فلسطين وتهجير شعبها، أبرزت الصحف الإسرائيلية جملة من المعطيات الإحصائية التي لا تتوافق نتائجها مع الأجواء الاحتفالية، نظراً للمضامين الخطيرة التي تحملها وللتداعيات السلبية جداً على مستقبل ومصير «الدولة اليهودية».

في هذا المجال أظهر استطلاع شامل للرأي العام أجراه مركز غوتمان، ونُشرت معطياته صحيفة يديعوت أحرونوت في 19 أيار 2008، في إطار مشروع «مقياس الديمقراطية»، أن نسبة المواطنين اليهود في «إسرائيل» الذين يشعرون بأنهم جزء من الدولة انحدر في السنة الماضية إلى حضيض جديد ليبلغ 60%. أما في أوساط الشباب فيبدو الوضع أشد خطورة، إذ تبين أن نحو 48% فقط منهم يشعرون بأنهم جزء من الدولة ومشاكلها. كما تبين أنه خلال العام 2008، ثمة 46% فقط من مهاجري دول الاتحاد السوفياتي سابقاً مقتنعون برغبتهم العيش في «إسرائيل» على المدى البعيد، وذلك مقارنة بـ 63% أعربوا عن ذلك في العام 2003، وهو ما يُعتبر تراجع ملحوظ وخطير جداً.

الاستطلاع الشامل، الذي يرمي من جملة الأمور، إلى فحص ميول واتجاهات الرأي العام الإسرائيلي في موضوع التضامن والتكافل الاجتماعي وشعور التعاطف مع الدولة، أظهر وجود صورة مثيرة للقلق، بحسب القيمين على الاستطلاع.

فعلى سبيل المثال، أظهرت استطلاعات سابقة أن 85% من الجمهور اليهودي في «إسرائيل» أعربوا في العام 1979 عن شعورهم بأنهم جزء من الدولة، وقد عانى هذا الشعور من اهتزازات بسيطة طوال السنين الماضية، لكن العام 2008 سجل رقماً قياسياً سلبياً في نسبة الذين يشعرون أنهم قريبون من دولتهم فبلغ 60% فقط. والأخطر من ذلك، في رأي المراقبين الإسرائيليين، هو أن نصف الشباب الإسرائيليين اليهود الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و30 عاماً، أفادوا أنهم يبتعدون عن الدولة وادعوا أنهم لا يشعرون أنهم جزء من مشاكلها في السنوات الأخيرة. وبحسب الاستطلاع، فإن التراجع في نسبة الذين يشعرون أنهم جزء من الدولة طال كل المجموعات الاجتماعية في الوسط اليهودي بإسرائيل، بينما سجل الوسط الديني المتزمت (الحريديم) تراجعاً دراماتيكياً وحاداً في الشعور بالانتماء إلى الدولة، حيث هبطت النسبة من 85% في العام 2003 إلى 42% في العام 2008، أي بتراجع يزيد عن خمسين%.

إضافة الى ذلك سجل الاستطلاع وجود عملية مثيرة للقلق في أوساط المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي سابقا: ففي العام 2003، أعرب 84% منهم عن شعورهم بأنهم جزء من الدولة، مقابل 82% من المجموعات اليهودية الأُخرى في الدولة. أما في العام 2008، فقد أظهر الاستطلاع أن 58% من المهاجرين اليهود يشعرون أنهم جزء من الدولة ومشاكلها، مقابل 61% من اليهود الآخرين يشعرون بذلك.

في استطلاع آخر للرأي أُجراه معهد داحاف، في سياق الذكرى السنوية الستين لقيام «إسرائيل»، ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت نتائجه، أعرب 52% من الإسرائيليين عن استعدادهم، بطريقة أو بأُخرى، للهجرة من دولتهم والانتقال للسكن في دولة أخرى، في حال أُتيحت لهم إمكانية ذلك، مقابل 42% رفضوا ذلك.

وقال 30% إنهم يشعرون بالخجل من كونهم إسرائيليين، حيث أكد 5% أنهم يشعرون بذلك في أحيان كثيرة، فيما قال 25% إنه ينتابهم هذا الشعور بين حين وآخر. ورأى 30% أن أكثر شيء يريدون تغييره في الدولة هو علاقة السلطات بالمواطن، و18% يريدون تغيير العلاقة بين الدين والدولة، وأعرب 16% عن رغبتهم في تغيير الثقافة في «إسرائيل». وقال 15% إنهم يرغبون في تغيير التعامل مع «العدو»، فيما رأى 13% إنه يتوجب تغيير العقلية الإسرائيلية، و2% يريدون أن تتغير حالة الطقس.

وحول مستقبل «إسرائيل» قال 36% إن الدولة ستتغلب على جميع المصاعب وستبقى للأبد، ورأى 27% أنها ستتغلب على بعض المصاعب، و14% أن الوضع سيبقى على حاله كما هو اليوم. وقال 14% إن مستقبل «إسرائيل» سيتدهور تدريجيا، وقال 4% إن «إسرائيل» ستتدهور بسرعة حتى تزول.