مجلة العودة
مجزرة عرب المواسي
في ذكرى وعد بلفور
 
أحمد الباش/ دمشق
 

عرب المواسي من العشائر الفلسطينية المعروفة بين القبائل في فلسطين. سكنت هذه العشيرة في منطقة واسعة في الجليل الأسفل عند منطقة الوعرة السوداء إلى الغرب من وادي الحمام قرب مدينة طبرية، وكانت تمتد مضارب عرب المواسي حتى قرية ياقوق وأطراف الطبراني وباب النبعة وممليا والعزونية والشمالية وخربة سعد حتى بير مزقه حطين والطيارات والروس حتى قرية أم العمد وأراضي نحرين، وأما من الغرب فكانت تصل حتى حدود عرابة ودير حنا ووادي سلامة.

بلغ تعداد عرب المواسي عام 1945 (1870نسمة).

شارك عرب المواسي بفاعلية في الأحداث الفلسطينية المتعاقبة وخاصة الثورة الكبرى عام 1936، التي كان من قادة فصائلها المجاهدين شهاب الحمد وسلامة عبد القادر.

المجزرة

بعد سقوط الناصرة وقرى الشجرة ولوبية انسحب جيش الإنقاذ من هذه المواقع واتخذ له مراكز جديدة كان منها في عيلبون وعرابة والمغار. وكانت تحدث بعض المناوشات بين جيش الإنقاذ والعصابات الصهيونية. وفي إحدى الاشتباكات بالقرب من (عين القثب) قتل جنديان صهيونيان.

وعندما سقطت عيلبون بتاريخ 30/10/1948 بدأ اللواء السابع والتاسع (عوديد) ووحدة مصفحة، وسرية من المشاة التابعة للواء جولاني، بجمع سكان عيلبون بتهمة قتل الجنديين من العصابات الصهيونية. وكانت بين القوة التي احتلت عيلبون مجندة من عين القثب شقيقة أحد القتلى، فطلبت من قائد الوحدة حاييم بطاطا أن تنتقم لمقتل الجنديين بقتل أكبر عدد من العرب، فوافق القائد على ذلك، وقامت بقتل 14 شاباً من عيلبون كان من بينهم محمد خالد أسعد من قرية حطين.

بعد ذلك أُلقي القبض على شباب من عرب المواسي بتهمة تعاونهم مع جيش الإنقاذ ومساعدتهم بقتل الجنديين الصهيونيين. كان عدد الشباب 16 شاباً جُمعوا في منطقة (ممليا) وأحضروا إلى أراضي عيلبون ثم أطلقت النار عليهم جميعهم فقتلوا على الفور.  للمزيد...

 
في ذكرى سقوط الصفصاف
مذبحة أودت بحياة العشرات من أبناء البلدة

نضال حمد/ أوسلو

يوافق ليل 28 وفجر 29 تشرين الأول (أكتوبر) ذكرى سقوط بلدة الصفصاف الجليلية الفلسطينية بأيدي القوات الصهيونية بعد معركة حامية تكبد خلالها الصهاينة خسائر كبيرة على أيدي مقاتلي البلدة وجنود جيش الإنقاذ العربي، الذين كان جلّهم من السوريين.

في الهجوم على الصفصاف استخدم اليهود الصهاينة المدرعات والطائرات والمدافع، ورغم ذلك عجزوا عن اقتحام خطوط دفاع البلدة من جهة مستعمرة عين زيتن وصفد.

يروي كبار السن في البلدة أنهم اتخذوا استحكامات جيدة بمساعدة جيش الإنقاذ وتحت قيادتها. لكنهم أهملوا جهة بيت جن على أساس أنها قرية عربية لم تسقط بيد المعتدين، وتعتبر ظهراً آمناً لهم. لكنهم لم يدروا كما قال السيد محمد أحمد حمد (أبو جمال) وكان له من العمر آنذاك 16 عاماً أن اليهود سوف يأتون إلى الصفصاف من ناحية بيت جن. من هناك دخل الصهاينة الصفصاف. ويؤكد كلامه السيد محمد حمد (أبو غازي) مواليد الصفصاف سنة 1929: «كنا حين وقع الهجوم نصطاد الطيور في أطراف البلدة على سفح جبل الجرمق. فشاهدنا الطائرات وهي تُغِير فعجّلنا بالعودة لكن المعارك كانت قد بدأت». ويقولان إنهما شاهدا مغنّي البلدة محمد محمود الزغموت شهيداً بعدما أصابته غارة الطائرات. حُمل الشهيد إلى داره، لكن الهجوم المتواصل على الصفصاف لم يُمكِّن عائلته من دفنه. والشهيد كان مغنياً شعبياً معروفاً وعمل مع الفنان الفلسطيني الشهير نوح إبراهيم.

في حديث له مع صحيفة الاتحاد السورية، قال أسعد زغموت، من مواليد الصفصاف سنة 1929، إن أبناء البلدة شأنهم شأن أبناء البلدات الأخرى حضّروا للمعركة بإمكاناتهم المتواضعة. فشكلت لجنة من قاسم زغموت، علي طه شريدة وإسماعيل حمد ونجيب يونس وآخرين. المرحلة الأولى بدأت بشراء السلاح والقيام ببعض التدريبات وتنظيم الحراسة والدوريات. ثم أصبحت عمليات التحضير أكثر جدية مع دخول فوج جيش الإنقاذ بقيادة النقيب غسان جديد والملازم جودت الأتاسي. وبحسب زغموت «اهتم جيش الإنقاذ بالصفصاف لأن سقوطها يعني نهاية الجليل الغربي كله، لأنها بوابة الجليل». للمزيد...